
د. ناجي الجندي
كاتب صحفي
• رَحِمَ اللهُ فُقَدَاءَ الوَطَنْ مِن مُقَاتلينَ وَمَنْكُوبينَ وَمَقْهُورينَ وَنَحْسَبَهُمْ شُهَدَاءَ، وَتَهَانِينَا بِانتِصَارَاتٍ رَدَتْ حُقُوقَ الثأرِ لِأهْلِهِ، انتَصَرَتْ في الأَيَامِ المَاضِيةِ إِرَادَةُ ودَعَواتُ المَقْهُورينَ مِن الشَّعْبِ السُّودَانَي، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّ الحَرْبَ قَد انتَهَتْ، نَعَمْ عَمَّتْ التَبرِيكِاتُ القُرَى والحَضَرَ والشَّوارِعَ والحَجَرَ والبَشَرَ، فنَهَضَ الشَعبُ السُودانيُ على صَيحاتِ الفَرَحِ في الكَثيرِ من المُدنِ والقُرى وهُم يستنشقونَ رائحةَ الحريةِ من بَراثنِ المعفرينَ بالترابِ متسخي الثياب والهيئة والقلوب، سارقي العربات والذهب والموبايلات والأثاث وقبل ذلك وأهم من ذلك سرقوا بريق الوجوه وروعة القلوب فشحبت النفوس وتألمت الأكبادُ، وسرقوا اجتماع الناس ولمتهم فكان التشتت والتفرق هو سمة عصرهم ومناطقهم وديمقراطيتهم التي نشدوها وهم لا يفهمون معناها ولا مبناها.
الجنجويد غريبي السحنات وغريبي الديار في قلوبهم غلظة وفي فهمهم بهيمية وفي شكلهم غرابة، وفي تصرفاتهم شذوذ، جاءوا من أرحام عوجاء لا يُعرَفُ لهم أمهات تفرح بهم أو تثكلهم حين يموتون، وما أكثر ما يموتون، لا يتعظون ولا يعظون يحبون الموت حبنا للحق ورغم إنهم على باطل، يُصارعون الطائرات بعضلاتهم ويحاربون الهواء بكلاشاتهم.
يرتدون (الحجبات) وأول ما يحترق فيهم هو الحجاب، فلم يحجبهم عن الموت حجاب ولا من صنع لهم الحجاب، يساقون أسرى كما يسوق الراعي غنمه، لا يأبهون لشيء فتأثير المخدرات عالي، قائدهم سكران وأميرهم مسطول وجنودهم بين هذا وذاك لذلك لا تجد إجابة شافية عندهم عما يفعلون، يقتلون بعضهم البعض حين لا يجدون من يتلذذون بقتله، ويتصارعون فيما بينهم إن لم يجدوا ما يصارعونه، عاقلهم يعرض بالفضيحة وجاهلهم هو نفسه الفضيحة، يتساوى عندهم الكبير والصغير الرجل والمرأة المريض والصحيح عدوهم وصديقهم، رغم إنهم ليسوا أهل تساوي ولا إنصاف، الروح عندهم لا تساوي (سفة متـفـوفة) فهم لا يعلمون مآلات التقتيل ويظنون أنه عمل من الإحسَانِ، حَتى قَالَ قائلُهم مستنكرًا: (هو يَعني القَتل حَرَام؟). فمَا عُصِيَ اللهُ تعالى بمعصيةٍ أعظمَ مِن الجَهلِ، فَإِذَا كَانَت الكُورُونا ضَرَبَت العَالمَ قَبلَ 5 سَنَوَاتٍ فَنَحنُ قَد ضَرَبنَا وَبَاءُ الجَهلِ وما أسوأه وباء، حيث يتضرر منه الصالح والطالح، ولا تسلم منه حتى (ماعز أحمد) حيث لم يتوفر بعد سرقتهم لها لبن العيال الصغار.
كنا لن نسامح (جيم جونز) لو لم نجد عندنا من هم أجهل منه فبشرونا بالديمقراطية شريطة أن نُقتَلَ، فكانوا هم الموت الرحيم بطلقة في رأس كل من يشتاق لديمقراطيتهم، وبشرونا وقال قائدهم: (أي شيء ولا المواطن)، ولكن وبحسب ما برؤسهم من تلف فهموها (خذوا كل شيء وأبدأوا بروح المواطن)، فأخذوا كل شيء وبدأوا بالمواطن.
ولأن الإنسان عدو ما يجهل فأول من عادى هؤلاء الجنجويد فقد عادوا كوادر البلد من الأطباء والعلماء والمعلمين والمثقفين، وعادوا تراث البلد من متاحف ودور وحدائق ومسارح ووزارات وسفارات، أثرت ثقافتهم الشيطانية في كل حجر يتنفس فيه سوداني في الأرض فلم يرحموا غربة مغترب ولا هجرة مهاجر، فقد رشف من سمهم حتى الهواء في الجو وحتى السحاب في السماء وحتى أخاديد الأرض العميقة تأثرت بديمقراطية الشر.
فإذا كان الجنجويد هم الشياطين (كيبوتسوجي) في سلسة (أنمي) فقواتنا المسلحة أثبتت بالعمل أنها (هاشيرا) قاتل الشياطين، فبسم الله الرحمن الرحيم منكم أيها الجنجويد.
شارك المقال