محمد الفاتح جديد

محمد الفاتح محمد

مستشار قانوني

• يقيني أن كل التجارب تمر بفترات من المد والجزر يحالفها النجاح النسبي  تارة وبعض من الفشل تارة أخرى وصولا إلى نجاح يلامس درجة الإطلاق.

• ما أن تمر أي تجربة بمطب ما سيما التجارب التي تظاهرها قواعد جماهيرية إلا ووجدنا هذه الجماهير تضغط بقوة على قادة الفكرة مصدرة أحكاماً إبدائية عجلة والسبب في ذلك إما قلة الصبر – وهذه سمة القاعدة – أو ربما الترويج بشكل مضخم لفكرة حالمة غير قابلة للتطبيق العملي بغرض دغدغة أفئدة وقلوب المريدين المتمسكين برغبة عارمة لتحقيق هدف معين يتغير به واقع غير مقبول.

• وفي أحايين أخرى يكون سوء التخطيط أو عدم الاستفادة من التجارب والأخطاء  السبب الرئيس في نفاذ معين الصبر وتسليط سياط النقد ونسيان الإيجابيات والتركيز على أوجه القصور فقط.

• سقت هذه المقدمة كتمهيد مبسط بغرض تقديم نقد من وجهة نظر متواضعة لتجربة مجلس إدارة نادي الهلال الماثلة أمامنا على ضوء ما قدمته خلال ثلاث سنوات مضت وذلك بعد طرحها  لمشروع رياضي شامل بغية الوصول بالنادي لمصاف النخبة الأفريقية.

• المؤكد أن أفكار كهذه تجد رواجا وقبولا لا يضاهى لدى جماهير الرياضة  بالذات بأعتبار أنها جماهير  تواقة ومتعطشة لتحقيق الألقاب القارية التي ظلت عصية المنال لسنين عددا رغم عراقة كرة القدم السودانية وأصالتها.

• تجربة المجلس الحالية أي كانت نتائجها تبقي محل تقدير وشكر كبيرين وأرى أنه لم يحن الأوان بعد لإصدار حكم نهائي  غير قابل للمناهضة حولها.

• التصدي لهذه المسؤلية والأمانة الكبيره في هذا التوقيت الحساس  يستوجب الشكر والدعم والمسانده وهذا الدعم لا ينحصر في الإشادة فقط بل يتعداه إلى النقد والتحليل الموضوعيين وتقديم أفكار جديدة تنتهي إلى تصحيح المسار وتقويمه.

• أقولها بكل وضوح أن مجلس نادي الهلال نال بجدارة أجر الاجتهاد لكنه لم يوفق في كسب  المراد على الأقل حتى الآن.

• الحقيقة أن المجلس ورث فريق كرة متهالك ونادي متصدع اجتماعياً  ذو نسيج ممزق ومهترئ بعد سنوات من التيه والخراب أحدثتها حقبة الكاردينال.

• هذه التركة الثقيلة قادت المجلس إلى الدخول بقوة في سوق انتقالات اللاعبين المحلية والدولية بهدف إعادة الفريق إلى الواجهة الأفريقية التي كان ظهوره فيها باهتا يغمره الشحوب لردح من الزمن حتى لم يبقى من الهلال إبان تلك الأيام سوى الاسم والشعار.

• وهنا لابد أيضا من شكر الكاردينال على ما قدمه للهلال في صعيد البنية التحتية.

• ربنا لم يتردد على مسامع الجماهير في ذلك الوقت اسم السوباط او العليقي بعد أن اعتاد الناس على وجوه مألوفة تتبادل لعبة الكراسي بمجلس النادي الكبير.

• لكن المجلس حظي بدعم غير مسبوق وإجماع كبير لم تشهده دهاليز النادي المعروفة بالتقاطعات والصراعات.

• لهفة الهلالاب نحو الريادة متجذرة فيهم وطموحهم العالي  جينة وراثية صادفت نفس الهوى لدى القادمين الجدد وهم من توسم فيهم الأهلة الخير منذ فترة لجنة التسيير.

• تحت سماء قاتمة وضبابية شديدة أزاغت بصر الناس عن حقيقة أن الحياة تستمر بالبديل كان الخوف والإشفاق كبيرا على السيد الهلال.

• ليمثل المجلس للكثيرين أملا بساما قد يحدو الأهلة نحو ما يصبون إليه على ضوء إمكانيات مالية جبارة ورئيس بعيد عن كرة القدم نوعا ما وبرنامج حالم  بأفكار عظيمة حدثت الجماهير عن أمانيه الضائعة

• وبمجرد أن تحدث الناس عن امانيهم تجدهم خلفك وأمامك ومعك وان خضت البحر لخاضوه معك وما أدارك ما فكرة المشروع والمؤسسية وتحويل النادي إلى نادي محترف شامل لكل الألعاب والأنشطة قادر على مقارعة عمالقة دوري الأبطال وحصد الألقاب.

• نعود في مقبل الايام للحديث بتفاصيل اكثر عن مشروع مجلس ادارة نادي الهلال.

• فهل تتسع الصدور للنقد اللازع والمكاشفة الجريئة ؟

الرياضة لأهلها 

• في خواتيم الأستديو التحليلي لمباراة الهلال الأخيرة ضد الاهلي المصري أطلق أسطورة كرة القدم السودانية البرنس هيثم مصطفى سهما في قلب الهدف بعبارة أنيقه أشبه ما تكون بتمريرات الحريريه  ولمساته الأنيقة.

• اختزل البرنس في عبارة (الرياضة لأهلها ) غالبية إن لم يكن جل مشكلات كرة القدم السودانية وما تعانيه عبر عقود منذ النشأة والتكوين. 

• هذا القول وإن بدا بسيطا في كلماته إلا أنه يحمل في جوانحه الكثير عمقا لا نهاية له يصار معه إلى وجوب الوقوف عليه من حيث المقصد والمغزى .

• لابد من وقفة عندما يصدر الكلام من رجل كهيثم مصطفى أمضى عمره في رحاب اللعبة بكل مراحلها وله من الخبرات ما يمكنه من إبداء الرأي السديد هذا بخلاف أن آراء هيثم عرفت بالجراءة والمباشرة منذ أن كان لاعبا.

• التوصل إلى مواطن الخلل هو الجزء الأهم في رحلة العلاج والتشافي ومواجهة الحقيقة مهما كانت صعبة أمر لابد منه.

• انتظار النتائج العكسيه من ذات التجارب مضيعة للوقت واستمرار في تكرار الفشل.

• هذا الكلمات التي اطلقها البرنس أراها دعوة صريحة لبدء نهج مغاير عما ظللنا نعتاد تدويره لسنوات دون جدوى.

• نبحث عن سودان جديد سياسيا وننتظر انفراجة اقتصادية بعد انتهاء الحرب فلماذا لا نشرع في تقييم تجاربنا الرياضية على مستوى المنتخبات الوطنية.

• الحوار وتبادل الآراء هي السبيل الأوحد للخروج بكرة القدم السودانية من النفق المظلم الذي ما برحته طيلة تاريخها.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *