قصيدة جديدة: كاموفلاج / شعر 

23
فضيلي جماع

فضيلي جمّاع – لندن 

 

يتدلّى صوتُكَ من سقفِ الجُدُرِ الخرِبهْ

يتلوّى صدِئاً.. بين الساحةِ والساحهْ!

موْسوماً باللّعناتِ ..

وبالكلماتِ الزّيفْ!

ممتشقاً سيفاً من طينٍ وخشب!

مشدوداً مثلَ  القوسِ النافرِ ساعةَ حربْ

ماذا لو أنكَ تلك الليلة

ما أسرجْتَ حصانَ الخوفْ؟

لو قلتَ كلاماً غير الزّيفْ!

لو أنكَ لم تضعِ الأصباغَ.. أو المكياجَ

على تابوتِ النّعْش؟

يميناً أبصرناكَ توزّعُ بسمتكَ  العرجاءَ

وتسكبُ حبر الغِشْ

تمشي مزهواًّ  كالطاؤوسِ

وتلبس درْعَ الفارسِ

تحملُ رمحاً لستَ له أهلاً !

وكنتَ تغطّي عُريك

تدفن ظلّك ..

تحت ركام ا لتّبنِ الهشْ

ونحن جميعاً شاهدناك

مريضَ النفسِ

ضعيفَ الحيلِ .. حقوداً

تشحذُ مديتَك الصفراءَ

لتذبحَ عصفورَ الشوقِ الغريد !

**

كنت تجرّبُ عبثاً..

أن تمتصَّ الوهج الدافقَ من أقمارٍ ..

تلبسُ زينتَها في الليل!

من أنت لتكتبَ لي في الكفِّ..

شهادةَ ميلادي؟

وتحرِّرَ لي رقماً في دفترِ يومياتك؟

تمنحُ ودَّك من أحببتَ

وتحرِمُ أولادي..

إيقاعَ العصرِ الآتي؟

**

دع ْعنكَ جهودَك في خلْطِ الأضدادْ

فالهرّة لن تلدَ الجاموسَ 

ولا ألوانُ الطيفِ ..

تمزّقُها كفُّ الأحمق!!

من يومِ مجيئك منتعلاً..

خُفّاً ورداءً أكبرَ منك

عرفنا أنّ زوارقَ حظك..

تبحِرُ عكس التيار !!

تتهشّمُ أحلامٌ

وتجفّ ورودُ النّهر 

وتدور الساقيةُ الخرساءُ

لتدلقَ ماءَ البحر بجوفِ البحرْ !

أطيارُ النّورس ضلّت قبلتَها

وتخبّط في أفكارك حبلُ الوقت !

توارى الظلُّ ، تلاشى لما جئتْ !

ونحنُ سئمنا عُرساً يتوعّدنا 

ويحاصرنا بين المخدعِ والمكتبْ

صرنا نخلِطُ بين أذانِ الظُّهرِ

وطرقعةِ البارودِ.. 

وآياتِ التهليلْ !

وبين دفوفِ العرسٍ 

وصوت طبول الحربْ!

لا بأسَ فهذا بعضُ عطاءِ الرّب!

** 

الساعةَ أعرفُ أنّي ..

أكبرُ من كفنٍ تنسجُه بعض أصابع سرقت..

باسم المصحفِ خبز الفقراءْ !

وبعضُ أيادي .. 

تطرق باب الرزقِ بكلِّ سبيل .. 

إلّا باب مخافةِ وجْهِ الله !!

** 

تدنو منّي !

وجهُكَ ريحُ النحسِ اليابسِ

يجفو كلَّ بريق!

هل تسمعني ..

رُغم تلالِ الزّبدِ الطافحِ

رغم اللّغة العُهر بكل طريق؟

هل تسمعني؟

عُدْ من حيثُ أتيت

لتعرفَ أين تخبّيءُ سحرَ نضارتها الوردهْ 

واحرق بعضك حتى تعرفَ ذاتك!

كنْ مطراً

شجراً..

قمراً ..

وتراً ..

مزّقْ إنْ شئتَ قناعكَ

وادفنْ هذا المسخْ !!

فالجمهور يغادر مستاءاً

من سوء العرضْ!

وادخلْ جلدَكَ

إنّ النورَ الساطعَ 

يغمرُ وجه الأرضْ!!

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *