قصيدة جديدة: عصيرُ دم السَّودنة

13
wasilla

بقلم: بابكر الوسيلة

(١)

يُغلِقُ عبدُ القيُّومِ هذا الصَّباح..

بَوَابتَه في وجه أبنائه..

أو يَفتحُها على رايةٍ للنَّسيم،

فمَن يَدخُلُ الآن غيرُ الرِّياح؟!

ومَن سيَمرُّ بسربٍ من اللَّحنِ إلى الجسرِ،

مُستجليَاً موجةً من فراديسِها

وهي تَخرُجُ من فُوَّهاتِ الجحيم؟!

فاض دمٌ من النَّهر..

وعينُ الحبيبةِ بين الرَّصاصةِ والزَّهر.

غاض الكلام الجميل..

وفرَّت بلادٌ من الطَّيرِ مشرَّدةً بين نِيلٍ ونِيل.

(٢)

شرِبتُ قبلَ قليلٍ دَمَا..

من المشهدِ المتجسِّمِ والمتجسِّدِ

في صورةٍ، إنَّما..

كنتُ أنا صاحبَ الصُّورةِ

أَستفحِلُ ألَمَا.

(٣)

هل أنا متُّ..

أم عُدتُ أقوى من موجةِ النِّيل،

وأغنَى من صُرَّةٍ في لؤلؤةِ المستحيل؟!

أنا أنا..

ولو في المزاد الأخيرِ من العُمْر،

ولو في آخِرِ كأسٍ من الذِّكرياتِ

على آخِرِ جَمر..

أُنقِّطُ كلَّ حياتي

على أجملِ اللَّحظات..

وأعتصِرُ السَّوْدنة.

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *