قصيدة جديدة: الجحيم

44
محمد نجيب

محمد نجيب محمد علي

المشرف على النبض الإبداعي (فويس)

 

أَجَل..! 

لقد كنتُ أُكذوبةً،

كنتُ أُعجوبةً، 

كنتُ امراةً دون امرأة..

كنتُ ناقةَ حُزنٍ بصحراءِ أيَّاميَ الهارِبة..

وأنا كنتُ أرعى خيولَ الرُّؤى في بوادي القصيدةْ..

كانت أصابعُ حُلُمي ناهدةً غاضبة..

في زمانِ الحُقُولِ الشَّريدةْ.

حين التقينا

على شاطيء الرَّملِ والعاصفة..

قصفَ البرقُ ما بيننا وانزَوينا.

وانزوتْ نجمةٌ خائفة.. 

فاختبانا عن الرَّعد خلف النَّهار.. 

اختبأنا لكي لايرانا أحد..

تقولينَ كُنْ مِن ورائي 

حتَّى أرى مِن وراءِ السِّتار.. 

كنتِ خائفةً من شُيُوخِ النَّواصي 

 ومن نَمنَماتِ البلادِ الأقاصي.. 

كان صوتُ المُحيطِ مهيباً كقافلةٍ من تماسيحِ نهرٍ قديم، 

كثَورةِ قِرشٍ يُطارِدُ زوبعةً من خشب.

هل سوف تغرقُ أنهارَنا في المحيطات؟ 

أم سوف تُصبحُ أنهارُنا مالحة؟ 

وطيورُ الهوى جارحة؟ 

والزَّمانُ الَّذي نحنُ فيهِ 

يَصيرُ غريباً علينا..

ويغدو المكانُ بلا اجنحة؟

وترقصُ أرغفةُ اللَّيلِ مخنوقةٌ باللَّهب..

ويُولَدُ عصرُ الجحيم؟!

القاهرة …مارس

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *