قصة قصيرة: أحلام اليقظة

34
رؤى حسن

بقلم: رؤى حسن

• وأنا في غمرة أحلامي .. 

أصرخ،

أجري،

ألعب،

ولا أصحو ..

أحلم بأني أكلت ذئباً كاد يغدر بي، ولا أخاف. لم أفكر أن اوقظ أمي لأخبرها، أو ربما أطعمها معي. هي ايضاً لا تخاف، ولكني أعلم أن لها أحلامها التي تأكل فيها ربما قطة.

حلمت قبل قليل أني أداعب شارب أسد وديع. غارت زوجته مني، هي تلحق بي وأنا أركض نحوه. إختبأت في شعره الكثيف، وانشغلت هي بإطعامه القبلات، حتى أن سريري امتلأ بالخصلات منه.

لو أخبرت أمي ستبدل لي سريري في الحال، وأنا أرى في سريرها كل يوم فراشات ملونة، ولم أفكر في جعلها تنام فوق فراش آخر.

كلما نمت، حلمت بأني مستيقظة. بالأمس فكرت بأن أحلم إني نائمة، ثم اُردف الأحلام فوق بعضها حتى تَثقل عيناي. رقدت كشخص ممهول، يريد الانتحار. إرتديت ألواني التي أُحبها كلها، وجعلت شعري غابة. الغريب أني حلمت بالكون نائم وأنا أرش النيل فوقه، ولم يصحُ، فقررت بعدها أن أجرب الحلم وانا مستيقظة. 

كانت عيناي مفتوحتين، تراقبان ظل شيء ما يندس خلف الباب. أغدقت الظل بالتوهان، جردته من دهشته، وخوفي، رأيته قلباً كبيراً يمشي نحوي ليضمني، فتحت ذراعي، وقلبي، ونسيت أن أغلق فمي، لقد ابتلعته دون قصد. ومشى نحو قلبي باليسار قليلاً، وهو يحمل سكيناً كان يختبئ في ابتسامته. لقد تمزق قلبي، صرخ كل من فيه، تألموا. صديقتي حملت حذاءها وجرت، تطايرت ضفائرها بسرعة، وهي تتبع رأسها المفصول. ومن بعيد ظهر، فجأة، شاب أنيق، يرتدي لوني وابتسامتي. لا أعلم متى جاء هنا، ولكني رأيته حزيناً يمشي بقدم واحدة.

يكفي هذا.. لن أحلم مرة أخرى إلا وانا نائمة، حتى لا يتساقط عن رمشي من يتشبث به، في أوج رهبته.

قالوا إن القصائد أحلام ساهر حاملوها، فلم تعرف كيف تخرج، إرتدت ثوب قصيدة بلهاء وخرجت، وأن الأحلام الحقيقية هي التي تأتي عند اشتداد الصقيع، فلا شيء دافئ سوى شمس وظل.

أفكر أن أبتلع الأسد، أاترك لزوجته الظلال كلها، ولكن هل ستنبت الخصلات في وجعي، أم سترقد على السرير…!

 

شارك القصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *