رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مستشفيات‭ ‬الحصاحيصا ‬يروي‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬فويس‮»‬‭ ‬ انتهاكات‭ ‬مليشيا‭ ‬آل‭ ‬دقلو‭ ‬في‭ ‬الحصاحيصا

30
unnamed-9
Picture of متابعة - د. ناجي الجندي

متابعة - د. ناجي الجندي

بدأ رئيس مجلس أمناء مستشفيات الحصاحيصا حديثه قائلًا:

مرت ثلاثة عشر شهرًا وخمسة عشر يومًا على دخول مليشيا آل دقلو الإرهابية لمدينة الحصاحيصا الوادعة الآمنة قبل أن يستردها الجيش مارسوا فيها كل أصناف الترهيب والتركيع والبطش بإنسان سكان مدينة الحصاحيصا (أم المدائن) لهم تحية الصمود والصبر والاحتساب وغفر الله لموتانا فمن لم يمت بطلقة مات قهرًا ومات لعدم توفر العلاج فلهم الرحمة والمغفرة والعتق من النار بإذن الواحد الأحد.

ويواصل الأستاذ أحمد سرديته المؤلمة عن حال البلد في تلك الأيام والتي تتشابه أحداثها بالكثير من المدن حيث أكد أن الحصاحيصا (أم المدائن) كانت تحت وطأة البطش والتنكيل وخطر الموت والتصفية في كل حين من المسافة صفر وقال:

نهبوا فيها كل شئ بدءاً بكسر خزن البنوك أول دخولهم وتخزين المال بمركز صحي الشهيد بشير بانقا ثم ترحيله عبر إحدي عربات الشركات المنهوبة إلى الخرطوم ثم نهب جميع العربات والمتحركات والآليات الحكومية وعلى رأسها بكاسي وتاتشرات الهيئة القومية للكهرباء والمحلية والمستشفيات وجميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وبعدها اتجهوا لنهب المصانع ومخازن الشركات والأفراد وبقية دكاكين السوق والصيدليات والعيادات وتركوا متبقيها للحرامية والشفشافة والمتعاونين الذين يدلوهم ويتبعونهم في كل تحركاتهم نساءًا وأطفالًا يأخذون كل ما تقع عليهم أيديهم.

ويواصل الأستاذ أحمد سرد المأساة التي تقشعر لها الأبدان وتشمئذ من ألمها الفرائص وشبهها بأنها أيام حالكة شديدة السواد عاشها مواطن الحصاحيصا وصمد صمود الجبال الشامخات الراسيات، حيث قال: وفي ذلك الوقت تدافع علي المدينة أصناف من هؤلاء الأوباش على بيوت المواطنين ونهبوا عرباتهم وحليهم وأموالهم وأمتعتهم وبضائعهم تحت تهديد السلاح وأذاقوا المواطنين الويل والثبور والضرب والإهانة بعد الاستيلاء علي ما يملكونه مما أجبر البعض على مغادرة منازلهم حدث هذا كله في بداية دخول هؤلاء المعتدين للمدينة وبعد القضاء على الأخضر واليابس جاء منهم من يتحدث للمواطنين في المساجد بأن الذي حدث لم يكن من أفرادهم بل أسموهم (متفلتين) والمضحك المبكي أنهم حضروا بعربات المواطنين المسروقة

 تحدثوا عن فتح السوق والمستشفى المنهوبة من قبلهم وفتحوا عدة مكاتب في كل مكتب قائد وجنود من أفراد من قبيلته يتم الدفع فيها لحركة العربات بالبضائع والأمتعه مبالغ خيالية وأحيانا مليارات لخروج بضائع الناس من مناطق سيطرتهم لأمأكن القضارف وكسلا الآمنة، ويتم فيها القبض على الناس بدعاوى مختلفة ومساومتهم بدفع الأموال نظير إطلاق سراحهم وأنشأوا إرتكازات لمزيد من النهب والسلب والإهانة، كلٌ على هواه.

وصلت الإرتكازات من الحصاحيصا لرفاعة فقط عدد (٩) ارتكازات يتم دفع ألفين جنيه في كل واحد ثم ثلاثة ألف جيئةً وذهابًا مع التفتيش والتدقيق في هويات المواطنين وإنزال الرجال والشباب واحيانًا النساء وإهانتهم وضربهم بل وأخذ إتاوات على ما يجلبه المواطن من مواد تموينية لأسرته.

وتتدرج الرواية على لسان ابن الحصاحيصا ليوصف حال الجنجويد بأن هؤلاء الأوباش لم يتركوا للناس شيء حتي اللقمة التي في طريقها لفم طفل يبكي من الجوع والخوف، ليقول:

كل هذا وهم يسيطرون علي جميع منافذ الحياة والحركة التجارية ويستثمرون في معاناة الناس وسلب أموالهم ومقتنياتهم الخضار واللحوم والبضائع المنهوبة من مناطق أخرى والإستارلينك ثم تبديل الكاش بنسبة وصلت إلي (٣٥%) في آخر شهر هذا إن سلم التحويل والتلفون من الشفشفة، وكذلك الترحيل إلى الباقير مشوار الساعة وصل إلي (١٠٠) ألف للفرد ثم (١٢٠) ألف لشندي والتي غالبًا ما يصلها المواطن بملابسه فقط بعد أن يتم نهبه قبل الدخول لشندي وبيعه من قبل طوف الحماية الذي يأخذ على الحافلة الواحدة أكثر من (٤٠٠) ألف لقطاع الطرق، وكذلك خطف الناس والمطالبة بالأموال استثمروا في كل شئ عدا الهواء الذي يتنفسه الناس.

حتى الطاحونة بالجاز بعد انقطاع التيار الكهربائي سعر الكيلة ( ١٠) ألف هذا إن سلمت في الطريق من الشفشفة أو اللحاق بها عبر زوار المساء هي وبقية المواد التموينية المتبقية بالمنزل.

حقيقة عاشت المدينة أسوأ أيامها منذ تأسيسها على الإطلاق في ظل صبر وجلد المواطن الذي أثر البقاء كلً بحساباته المختلفة عن الآخرين الذين نزحوا.

أسوأ الأيام بعد تحرير مدينة ود مدني وتأخر الجيش عن الدخول للحصاحيصا (٢٢) يومًا عاش فيها مواطن الحصاحيصا الرعب والويل والثبور ممن تبقى من هؤلاء الأوباش والشفشافة فاقدي الوعي مدمني المخدرات فقد أصبحوا لا يملكون شيئًا فكانت الزيارات الليلية للمنازل والصباحية نهارًا جهارًا والمطالبة بالمال والأكل والتهديد بالتصفية وإطلاق النار حتى أنه تمت تصفية بائع خضار بالكمبو بسبب كوم طماطم سعره ألف وخمسمائة جنيه وآخر في المزاد بسبب ساعة يد عقب صلاة العشاء وأخر في أركويت بسبب كوم أسود (باذنجان). ولم يتركوا شيئًا حتي اللقمة من فم طفل جائع يبكي من الجوع والخوف وهكذا.

ما حاك بالحصاحيصا وحدث بها لم تشهده من قبل، جعل الناس في ذهول وانهيار تام ورجوع إلي الله عز وجل وابتهال له في كل وقت وكل حين للتعجيل بالفرج وإزالة الغمة فكان للمساجد دور كبير في التماسك وبث الطمأنينة والتف الناس حولها. وقد جاء الفرج أخيرًا على يد قواتنا المسلحة الباسلة وإن تأخرت. فشكرًا لله الواحد القهار رب السموات والأرضين على نعمة الأمن والأمان.

(فويس) تتابع الحديث حيث ترى في أثناء هذا السيل من العذاب يتسرب داخل هذا الألم أمل كبير يمد شعاعه المغتربون حيث قال:

لا بد هنا من الإشادة والشكر لأبنائنا المغتربين الذين تحملوا ويلات هذه الحرب وعاشوا أحلك الأيام وقاموا بالواجب وأكثر فقاموا بتسفير أهلهم وذويهم إلى المناطق الأمنة حتى إلى جمهورية مصر ودفعوا إيجارات البيوت والشقق وفتحوا تلك البيوت وعلاج المرضى وتعليم الأبناء ولا زالوا، صرفوا كل مدخراتهم بل واستدان أكثرهم وقاموا أيضًا بالمساهمة في رحلات النزوح وإنشاء التكايا وعودة الناس لمنازلهم والمساعدة في عودة الحياة لطبيعتها بعد الألم الذي امتد للجميع نسأل الله الكريم أن يتقبل منهم جميعًا وأن يخلف عليهم بالمال والبركات لهم ولذريتهم بالصحة والعافية والسعادة، وأن تصيبهم دعوات الأهل والجوعى والنازحين.

ويختم أحمد سعيد حديثه بالدعوات: نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتقبل موتانا وموتى المسلمين جميعًا وأن يرد المفقودين ويفك أسر المأسورين، اللهم فك أسر المأسورين وردهم إلينا سالمين وأن يصلح حال المسلمين وأن يرحمنا برحمته وأن يولي علينا الله من يصلح حالنا ويهتم لأمرنا إنه القادر على ذلك، آمين.

شارك المادة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *