ذكرياتٌ خالدة من الدورة الرمضانية للنادي الاجتماعي السوداني بالعين

100
9
Picture of بقلم: هيثم محمداني

بقلم: هيثم محمداني

• بالأمسِ كنّا نروي الحدثَ ونُحلّله، واليومَ نقفُ على أعتابِ الذكرياتِ، حيثُ تعجزُ الكلماتُ عن وصفِ مشاعرِ الشوقِ والحنينِ. كيفَ لا، وقد كانت هذه الدورةُ الرمضانيةُ مسرحًا للإبداعِ، وعرسًا رياضيًا احتضنَ المواهبَ والخبراتِ، حيثُ تعانقت مهارةُ الشبابِ بحنكةِ المخضرمين، واكتسى التنافسُ بحلّةِ الأخوّةِ الصادقةِ؟ هناكَ، وسطَ الهتافاتِ وضحكاتِ الفرحِ، سُطّرت لحظاتٌ ستظلُّ محفورةً في القلبِ، لا يمحوها الزمنُ ولا تبدّدها الأيام.

مهاراتٌ تتحدّث، وضحكاتٌ تُنير الملعب

في قلبِ المستطيلِ الأخضر، كان حافظ حمد النيل شعلةً من البهجة، يوزّع الضحكات كما يوزّع التمريرات، فينثر المرحَ بين اللاعبين والجماهير. تألّق جوهرُ والشعلةُ ومثنّى وود كوستي، فرسموا لوحاتٍ كرويةً بديعة، حيث امتزجت المهارةُ بالإبداع، وتحولت كلّ لمسةٍ إلى سيمفونيةٍ لا تُنسى. أما أبو عبيدة، فكان لاعبًا من طرازٍ فريد، يقاتلُ تارةً، ويناورُ تارةً أخرى، وكأنهُ يلعبُ شطرنجًا على أرضِ الملعبِ، يُفكّر، يُخطط، ثم ينتصر!

التكتيكُ والبراعةُ.. عندما يُديرُ العقلُ القدمَ

في دكّة المدربين، برز حضرةُ بمكرهِ التكتيكي، يضعُ الخططَ بحنكة، بينما كان يزيد سدًّا منيعًا، يحرسُ مرماهُ بيقظةِ الأسد. أما حمو، فكان الجدارَ الذي لا يُهدم، صامدًا في وجهِ العواصفِ الهجومية، فيما أشعل النويريُ الحماسَ بروحه القتالية. في الخلف، كان كانونُ خلفَ الكواليسِ مرشدًا وموجهًا، بينما حمل شهابُ شارة القيادةِ بحكمة، وأضاف مهندسُ مصطفى لمساتهُ الفكاهيةَ التي جعلت المتعةَ مضاعفة.

لم يكن بوجاسمُ مجردَ لاعب، بل كان أخًا وسندًا، ينثرُ الشهامةَ أينما حلّ، فيما حمل بلدو رايةَ الطموحِ، يركضُ خلفَ المجدِ بعزيمةٍ لا تكلُّ، وكان خواجةُ بروحهِ الودودةِ تجسيدًا للروحِ الرياضيةِ الحقيقية.

بطولاتٌ تُكتبُ بمدادِ الإبداع

الجانُ كان حاسمًا، وحمادُ كان شعلةً لا تهدأ، يشعلُ الحماسَ في النفوس. أدار الكلباني المبارياتِ بحكمةٍ أعطتها نكهةً متميزة، فيما ضبط إسلامُ الإيقاعَ بدقةِ مايسترو، يُحافظُ على التوازنِ بينَ الحماسِ والانضباط. أما خاطرُ، فقد أذهل الجميعَ بلمساتهِ السحريةِ، بينما كان الخبيرُ بوصلةَ الفريق، يُوزّعُ الكراتِ بذكاءٍ نادرٍ. أسعدُ كان المحاربَ الذي لا يعرفُ الاستسلام، أما فراولةُ فكان فنانًا يرسمُ أجملَ اللوحاتِ بقدميهِ.

عندما تكتملُ الصورةُ بالحضورِ والتوثيق

في مدرجات التشجيع، كان الحماس يشتعل مع كل هتاف، كان حافظ النيل وسيف لبطه في المشهد، فقد كان بصوتهما الجهوري وروحهما المتحمسة يضفيا نكهة خاصة على الأجواء، وكأن كلماتهم نبضًا إضافيًا للملعب، تزيد الحماس وتعمّق الانتماء لهذه الدورة التي ستظل في الذاكرة . وأضفى قيافة طاقة متقدة، وزاد ركب المدرجات تألقًا بحضوره اللافت.

. وفي زخمِ الذكرياتِ، كانت صحيفة (Voice) اللندنيةُ عينًا ساهرة، توثّقُ اللحظاتِ، وتبقي وهجَ البطولةِ متقدًا. تألقَ أبو يزن وهيثم في إبرازِ جمالياتِ اللعبةِ، فيما ترك خالدُ بصمةً لا تُنسى.

من الملعب إلى منصّات التحليل.. الحماس لا ينطفئ

لم يكن التشويقُ محصورًا داخلَ المستطيلِ الأخضر، بل امتدَّ إلى فضاءِ النقاشاتِ في مجموعةِ “نجومِ الجاليةِ بالعين”، حيثُ تحوّل واتساب إلى استوديو تحليليٍّ نابضٍ بالحياة. هناكَ، كان الأعضاءُ يعيدون المبارياتِ تحليلًا وتفكيكًا، بين رؤى تكتيكيةٍ حادةٍ وقفشاتٍ ساخرةٍ تزيدُ الأجواءَ بهجة. كان الحوارُ لا يهدأ، والنقاشُ لا ينتهي، وكأنَّ البطولةَ لم تنتهِ، بل امتدتْ في الوجدانِ، تنبضُ بروحها كلَّ يوم.

نجومٌ سطعت في سماءِ البطولة

تألّقَ عمرانُ بشجاعته، وأربكَ عبيداتُ الخصومَ بمفاجآتهِ الذكية. كان بارونُ شعلةَ سرعةٍ، بينما شكّل زروقُ وعلي راشد جدارًا دفاعيًا عصيًا على الاختراق. لعبَ فريني ومحمد جمال والجعلي أدوارًا بطولية، وكان قرنقُ سدًّا منيعًا، جسّد مكي القتاليةَ العالية، وظهر الواثقُ كعنوانٍ للهدوءِ والثقة.

أبدع المعزُ بشجاعته، وسحرَ عثمان الجميعَ بلمساته، بينما أظهر حمودةُ صلابةً جعلتهُ صخرةً لا تتزعزع. تألقَ محمد نور بمهاراته، وسيطر صبري على الملعبِ كملكٍ لا يُنازع، أما شيبوب وكابتن جدو ومحمد هيثم، فقد كانوا عالمًا آخرَ من الإبداعِ والتفرّد.

إبراهيم تاج السر سطّر أهدافًا تحكي قصةَ كفاح، ورضي السيد كان حاضرًا دومًا، فيما جسّد شبرواي الهيبةَ والحسم. أما الزومة، فكان الجدارَ الذي تحطمت عليه الهجمات، وبقي عبو… وما أدراكَ ما عبو؟! كان كلُّ لاعبٍ نجمًا، وكلُّ اسمٍ قصةً تستحقُ أن تُروى، لكنَّ المقالَ محدود!

“كان الوفاء حاضرًا بكل معانيه، حين رفع اللاعبون صورة زميلهم (جزفا) ، الذي كان يومًا شعلةً من الحماس داخل الملعب، قبل أن تحمله الظروف للسفر بعيدًا عنهم. لم يكن غيابُه إلا جسديًا، فقد ظل اسمه يتردد في الهتافات، وروحه ترفرف في أرجاء الملعب، وكأن اللحظات تعيد رسم ذكرياته بيننا، حيث كانت كل تمريرة ولمسة للكرة تستحضر أيامه التي لن تُنسى.”

ولأن الحديث لا ينتهي وقبل ختامه نقول لـلراعي الرسمي (حول الإمارات)

منارةُ الخيرِ في ساحاتِنا لمعتْ
تبني الجمالَ وتسقي الروحَ إنعاشا

حولُ الإماراتِ، نبضٌ في ملاعبِنا
زرعَ الدفءَ، وزادَ الحُلمَ أفراحا

كانتْ يدًا تمتدُّ تُنمي مجدَ أنديتنا
وتجعلُ المجدَ في الأقدامِ وضّاحا

وداعًا لأيامٍ ستبقى في القلب

لم تكن هذه البطولةُ مجرد مبارياتٍ تُلعب، بل كانت قصةً من الفرحِ والتحدي، خُطّت بحروفِ الحماسِ، ورُسمت بألوانِ الصداقةِ والمحبة. عشنا فيها لحظاتٍ لا تُشترى، وذكرياتٍ لا تُنسى، ومشاهدَ ستظلُّ حيّةً في القلب، مهما تعاقبت الأيام.

إنها الذكرياتُ التي تبقى، والمحبّةُ التي تدوم، والصداقةُ التي لا تُمحى.

لن ننسى لياليها، وسنظلُّ ننتظرُ عامًا جديدًا باذن الله تعالي ، ليعيدَ لنا البهجةَ ذاتها، والمنافسةَ نفسها، والحبَّ الذي لا يتغيّر.

كلُّ عامٍ وأنتم بخير، ونسألُ اللهَ أن يعيدهُ علينا وعليكم بالخيرِ والبركةِ، ويحفظَ سودانَنا الحبيب، ليعمَّهُ الأمنُ والسلام.

كونوا بخير.. .. ..

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *