• حسنا.. وأين ذهبت الأربعاء والثلاثاء والاثنين والأحد والسبت .. . لم تعد الأيام كما كانت.. وما حسبته معضلة اواجهها وحدي وجدتها تخص آخرين وأخريات. يتساءلون ويرسلن علامات الاستفهام والتعجب ولا مجيب ولا إجابة ولا استجابة .
ومن أين تأتي الاستجابة وكيف تكون والزمان اخبار وصور وفيديوهات تنشر البغض وتصنع البغضاء وتجعل للكراهية سلطة وسلطان وللعداء حجة وصولجان وللتيه زمان واي زمان..
ولا بأس في محاولة أخرى للمغادرة عل بعض ما راح منك يعود إليك. لتخرج من اي باب وكم في التيه من ابواب ، ولا تجد سوى باب المغادرة إلى زمان خالي عداء وخالي بغضاء وخال من الدانات والمتفجرات ومن هم لا ينقضي وحزن لا يبارح ومن عيد لا تعبر عنه ابيات المتنبي عابرة الأزمنة وهو يسأل « بأي حال عدت يا عيد؟ لن تنجرف مشاعرنا مع تساؤلات ساخطة فالعيد عيد باي حال .. ومن رحمة ربنا ان يهدينا الفرحة كل عيد فنبحث عن أي وسيلة للتعبير عنها كما هو حالنا مع كعك العيد او الكحك او الخبيز .. وفي الذاكرة صورة (حبوبة عيشة) وهي تغرف دقيق الفينو من جوال كبير وتعجنه في طشت كبير وتصنع منه الكعك مستديرا ومجوفا وأشكال تبعث الفرحة في عيون الصغار المتلهفة لحمل الصواني إلى الفرن الذي يقع وسط السوق فتخرج الصواني وتعود تفوح منها رائحة الخبيز الشهية ثم تخرج يوم العيد معبأة بالتمر وحلاوة (ريا ) وكعك العيد السعيد حيث تنتظر انتهاء الصلاة في المسجد العتيق وتتلقاها أفواه المصلين والصغار المبتهجين بالعيد وفرحته.
وقد ظل صنع الكعك حصريا على العيد فكانت المقولة الساخرة «الفلهمة والتقعيد والكعك البرا عيد».
ظل الكعك سيد صواني العيد حتى عادت الطالبات من المدارس التي كان من ضمن مناهجها تعليم الخياطة والتدبير المنزلي فظهرت صواني الغريبة والبتي فور والمنين و بسكويت النشادر وقبل أيام بثت إحدى القنوات المصرية معلومة مفادها أن الكعك عرفه المصريون القدماء وفي الدولة الطولونية كان الحكام يوزعون على الر عية الكعك محشوا بالدنانير فتصير للعيد فرحتان: فرحة تناول الكعك وفرحة الحصول على الدنانير..
ومظاهر استقبال عيد الفطر هنا تذكرك بمظاهر الاحتفاء بقدوم الشهر الكريم مع إختلاف بسيط في أدوات الاستقبال من زينة وأضواء ملونة وتظل البهجة ذات البهجة والفرحة في عيني طفل صغير جمعه بك المصعد وهو يقول متبسما» كل سنة وانتي طيبة» ، فتتاكد لحظتها ان العيد بكرة.