أقامت الجالية السودانية في مدينة ألباني، عاصمة ولاية نيويورك الأمريكية، إفطارها الرمضاني السنوي وسط حضور جماهيري كبير، حيث توافد العشرات من أبناء الجالية من مختلف المدن المجاورة للمشاركة في هذه المناسبة التي تحمل نكهة خاصة تجمع بين الأصالة السودانية وروح التكافل في بلاد المهجر.
تقع مدينة ألباني على بعد 150 ميلاً شمال مدينة نيويورك، وتعتبر مركزاً للجالية السودانية في منطقة Capital District، والتي تضم ثلاث مدن رئيسية هي ألباني (Albany) – العاصمة الإدارية للولاية، وتروي (Troy) المعروفة بمجتمعها الطلابي المتنوع، وسكنيكتادي (Schenectady) – التي تضم عدداً كبيراً من العائلات السودانية.
وقد أقيم الإفطار هذا العام في النادي السوداني بألباني، والذي أصبح بمثابة الملتقى الدائم لأبناء الجالية في المناسبات الدينية والاجتماعية. بحسب الأستاذ نزار التوم، أحد المنظمين الرئيسيين للفعالية، فإن إفطار الجالية السنوي يُقام بشكل منتظم منذ عام 2009، مما يجعله تقليداً راسخاً يعكس تمسك السودانيين في المهجر بقيم التكافل والتواصل.
تتنوع أماكن إقامة الإفطارات الرمضانية في المنطقة بين النادي السوداني في ألباني – المقر الرئيسي للفعاليات الكبيرة، والدار السودانية في سكنيكتادي – التي تستضيف أيضاً العديد من المناسبات.
إلى جانب الإفطار الجماعي، يبرز دور المبادرات الفردية، حيث يقوم بعض التجار وأفراد الجالية بإعداد إفطار يومي في محلاتهم التجارية، يستفيد منه عدد كبير من السودانيين وغيرهم من الجاليات المسلمة، مما يعكس روح الكرم والتعاون التي تميز المجتمع السوداني.
تميزت مائدة الإفطار بتنوع الأطباق التي تحمل نكهات سودانية مختلفة والعديد من الأكلات الشعبية التي تذكر الحضور بوطنهم الأم. وقد كما ساهمت النساء السودانيات في إعداد الأطباق، مما أعطى المناسبة طابعاً أسرياً حميماً. تخلل الحفل العديد من الكلمات التي عبرت عن مشاعر الحضور وتطلعاتهم، الأستاذ نزار التوم أشاد بالجهود المبذولة لإنجاح الفعالية، مؤكداً أن هذه المناسبات تعزز الهوية السودانية بين الأجيال الناشئة في المهجر.
كما تحدث الدكتور عمر أحمد، أحد أطباء الجالية، عن أهمية دعم المشاريع الخيرية في السودان، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الوطن.
الأستاذة فاطمة محمد، ممثلة عن النساء، شكرت القائمين على الإفطار، وأكدت على ضرورة إشراك الشباب في تنظيم الفعاليات المستقبلية.
اختتم الإفطار بتقديم الشكر لكل من ساهم في إنجاحه، مع التأكيد على زيادة عدد الإفطارات الجماعية في مدن المنطقة الثلاث. وتعزيز التواصل مع الجاليات المسلمة الأخرى لتعزيز التآخي. وجمع التبرعات لدعم المشاريع الإغاثية في السودان.
يظل إفطار الجالية السودانية في ألباني نموذجاً حياً لكيفية الحفاظ على التراث وتعزيز الروابط الاجتماعية رغم البعد عن الوطن. وهو تقليد لن يتوقف، بل سيتوسع ليشمل المزيد من الأنشطة الثقافية والخيرية في المستقبل.