مصطفى هاتريك

مصطفى عمر هاتريك

كاتب صحفي

• تقودني الذاكرة هذه الأيام والقنوات المتنوعة تفيض علينا بالدراما فيضاً، تأخذني أحداثنا التي تتوالى عاصفة إلى مسلسل يحمل ذات العنوان، تم عرضه مطلع الثمانينات (وتوالت الأحداث عاصفة)، 

للمخرج المتخصص في الدراما البوليسية حسام الدين مصطفى.

 اشتهر مسلسل (وتوالت الأحداث عاصفة) بتلك الجملة التي ذاعت وانتشرت (أنا البرادعي يا رشدي)، وهذا البرادعي لم يظهر لنا حتى نهاية حلقات المسلسل، مما جعل للمسلسل إثارة أدت لمتابعته بتشوق وحماس، وكل حلقة نتوقع ظهور البرادعي، ولا يظهر إلا خيال ظل وصوت. 

 (الإنصرافي) نتفق أو نختلف معه حالة إعلامية مختلفة، يعتمد الصوت دون الصورة، ويحيط شخصيته بهالة من الغموض، يتحدث بثقة، وماهر جداً في استخدام نبرة الصوت تعبيراً وإرسالاً وتوصيلاً، أضف إلى ذلك تعمده الحديث بلغة الشارع دون فلسفة، وبعيداً عن المصطلحات. 

   الإنصرافي أصبح حالة ربما يجب دراستها ولو من باب حب الاستطلاع، ملايين المتابعين وليست مجرد متابعة، بل انقياد وتسليم تام بصحة كل ما يصدر عنه من معلومات، حتى إنّ بعضهم قد يناصبك العداء إذا لم تبادله المحبة.

 حاولت عقد مقارنة بين إعلاميين حققوا شهرة واسعة في زمن الحرب العالمية الثانية وبين الإنصرافي، فكان أول من تبادر إلى ذهني إدوار ر. مورو، ذلك الرقم الإعلامي والرجل صاحب التجربة المتفردة في الحرب العالمية الثانية، مورو يعتبر رائد الصحافة المسموعة، وقد تفرد في نقل تقارير المعركة عبر مصادره الخاصة من ميدان المعركة، فخلق بذلك شعبية واسعة قبل أن يظهر على شاشة التلفزيون، ويبدو أن الإنصرافي له أذرع استخباراتية داخل ميادين المعركة أيضاً. 

   الإنصرافي استدعى شعبية النجم الراحل محمود عبد العزيز، وأكثر الاستشهاد بكلماته وأغنياته، بل وقاد الجمهور إلى الربط بين شخصيته وشخصية محمود عبد العزيز، ذلك الربط إن صحّ أو لم هو في تقديري ربط ذكي، حقق به زيادة انتشار عبر جمهور الحواتة حواريي النجم الراحل، كما وأنه لم يحفل كثيراً دفاعاً، أو إقراراً بالاستنتاجات التي تتحدث عن أنه فلان تارة وعلان تارة، بل وأعتقد أنه عمل على تغذية هذه الأقاويل. 

   كان الإعلام هو الغائب الأعظم عن ساحة المعركة، غياباً ترك فراغاً تداعى إلى مَلَئِه عدة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم من حاول السير على ذات درب الإنصرافي إلا أنه كان الأسبق. 

وفي ذات الإطار 

إنما هي محاولة لتحليل ظاهرة إعلامية 

و(بس).

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *