محمد المهدي

محمد المهدي

مستشار التحرير وكاتب صحفي

• حلَّ علينا شهر مبارك، ينتظره المسلمون كل عام ليتعرضوا إلى نفحاته، ولينالوا من بركات هذا الشهر الفضيل، هو شهر لمراجعة النفس، وتصحيح المسار، وشحذ الهمم، لنكون في نهاره صائمين ليس عن المفطرات فقط، بل عن الكبر والخيلاء والغرور، والصيام عن أكل أموال الناس بالباطل، وعن اللغو والربا والغش والتطفيف والسب والشم.

رمضان أيام معدودات، خيرها وفير، وأجرها كبير، عباداته متنوعة، ففيه صيام النهار، وقيام الليل، وفيه صلة الأرحام، وتفقد الآخرين، وفيه التصدق على المحتاجين وزكاة الفطر. فالصيام فرصة لتربية النفس على الصبر وقوة التحمل، وسعة الصدر، كما هو فرصة لكظم الغيظ، والعفو عن الناس، والترفع عن الصغائر، والتسامح.

إنّنا في أشد الحاجة إلى أن تنعكس آثار الصيام في سلوكنا وتعاملنا، في أقوالنا وأفعالنا. 

أمنياتنا في هذا الشهر أن تنعم بلادنا بالسلام والأمن. وأن نتخلص من سلبياتنا، وأن ندعم الإيجابيات.

أمنياتنا أن نبدل الصورة السالبة المرسومة عن شعب السودان بأنه كسول، وذلك بأن نعلي من قيمة العمل، وعدم هدر الوقت، والالتفات إلى الإنتاج.

أمنياتنا أن يتبوأ شبابنا المسلح بالعلم مقاعد القيادة، وينثروا فكرهم وعلمهم في الحقول والمصانع، وفي قطاعات الصحة، والتعليم، والرياضة، والسياحة وغيرها، لنشهد طفرة في المنتجات السودانية بجودة عالية، تغطي أسواقنا المحلية، وتنفتح أمامها الأسواق الخارجية، منتجات تتفوق في جميع مواصفاتها،  تتصف بجودة عالية، وتغليف بلمسات فنية تزينها (صنع في السودان) (إنتاج سوداني).

أمنياتنا أن يعمّ السلام ربوع البلاد، ويعود النازحون إلى ديارهم، وأن يتعافى المصابون والمرضى، وأن يرحم الله الموتى ويتقبل الشهداء.

إن أكثر ما يؤرقنا ويجعلنا حائرين، أن  الدول من حولنا تضع الخطط التنموية، ونفاجأ كل حين بمشروع حيوي عملاق ينفذ في دولة لا مقارنة بين مواردها ومواردنا، لكنها حددت أهدافها وأنجزت. ونحن ما زلنا نحلم بقيام مشاريع نسمع عنها منذ عقود، لكنها غير موجودة في أرض الواقع. 

عليه منتهى أمنياتنا أن يحصل الأمن، وأن ننعم بالسلام. ونتمنى توفير المياه الصالحة للشرب، وإمداد كهربائي مستقر، ومشافي ذات خدمات صحية تليق بالإنسان، وتعليم يواكب التطور العلمي ليرتقي بأبنائنا. 

لكن قبل ذلك متى يحسم الصراع السياسي في شأن الدستور الدائم للبلاد، الذي يحترمه الجميع، ولا يستطيع كائن من كان أن يلغيه، أو يستبدله، أو يعطله؟ 

وكيف نخرج من جدل الهوية، أعرب نحن، أم أفارقة، أم سودانيون وكفى؟

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *