مصطفى عمر مصطفى هاتريك *


* كاتب صحفي.

((إذا أحب الله عبداً, جعل حوائج الناس إليه))

   و رغم ذهاب أهل الحديث مذهب تضعيف حديث

( إنّ لله رجالا اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم للخير و حبب الخير إليهم، أولئك هم الآمنون من عذاب يوم القيامة)، إلا أن مضمون و دلالات الحديث تبقى صحيحة، فالعمل على خدمة الناس دون انتظار أجر أو عائد هو اختصاص لا يؤتى و لا يكتسب

هو طبع مغروس و موروث و بالتالي يصلح ماذهب إليه الحديث قواعدا تؤسس لفكرة و أهداف العمل الطوعي.

الاختصاص يعني التبعيض أو الجزء دون الكل فالعمل التطوعي لا يستهوي الجميع و لا يروق للبعض

و لكن المعنيين بالاختصاص يرونه اسلوب حياة و رضاء ضمير و سبب سعادة.

   من يلج العمل التطوعي صادقاً يعلم يقينا أنه سيقدم من التضحيات الكثير مالاً، وقتاً و جهدا و يحتسب كل ذلك مقابل أجر يثبت عند الله قدره و ربما عند بعض الناس تقديره.

    عندما تضل الوجهات و تختلط الأوجه يلج بعض من يظنون أن للتطوع فوائد أخرى من باب الترويج و التلميع و تحقيق المكاسب المادية إن وجدت و هذا ولوج خاطيء لا بركة فيه نهايته فشل و إن بدأ بنجاح.

في كثير من الأحيان، تكون الجوانب الأكثر وضوحًا في التطوع مرتبطة بتقديم الخدمات في المجتمعات. يشارك الناس في العمل التطوعي للمساعدة في القضاء على الفقر، وتحسين الصحة الأساسية والتعليم، وتوفير إمدادات المياه الآمنة والصرف الصحي المناسب، ومعالجة القضايا البيئية وتغير المناخ، والحد من مخاطر الكوارث، ومكافحة الإقصاء الاجتماعي والصراع العنيف. 

ولكن التطوع ليس مجرد وسيلة لتقديم أنشطة التنمية؛ بل إنه قادر على توليد نتائج إيجابية أخرى من خلال جمع الناس للعمل معًا من أجل قضية مشتركة. على سبيل المثال، سلط تقرير حالة التطوع في العالم لعام 2015 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين الضوء على الكيفية التي يمكن بها للتطوع أن يعزز الحكم الرشيد، في حين نظر تقرير حالة التطوع في العالم لعام 2018 في الكيفية التي يمكن بها للتطوع أن يبني الثقة ويعزز الإدماج ويعزز مرونة المجتمع. 

المرحلة القادمة أحسب أنها مرحلة التطوع و المبادئة و المبادرة. فالوطن الآن كل الوطن يطالب مواطنيه أن هبوا لمسح غائر الجراحات التي سببتها هذه الحرب، فلابد من تلاحم الجهدين الشعبي و الرسمي لإعادة بناء ما دمرته الحرب فقد طال التخريب كل البنى التحتية ، إلا أنه ستظهر مؤكد جماعات التكسب السياسي و المادي بلباس التطوع

فليكن إخلاص النوايا هو المعيار و لتكن مصالح الناس هي الهدف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *