نظرة يسار سارة عبدالمنعم

سارة عبدالمنعم

كاتبة روائية

• الفنُّ – في نظري – أن يكونَ كلُّ ما فيكَ بذات روحِ جمالِ القيمةِ الفنيةِ الموهوبةِ لك. ويحدثُ قليلاً أن أُصادفَ رسالةَ الفنِّ في أخلاقِ صاحبِها تطابقاً.

لم تهزمنَا الحربُ في فقدِ الممتلكاتِ، لكنها – وإن توقَّفَتْ – ستظلُّ هازمةً ومنتصرةً، ما دام الناسُ ما زالوا يعتركون ويتعاركون، ويشوِّه بعضُهم بعضاً، دون فائدة سوى قُبح منتصرٍ يظنُّ نفسه إلهَ العقابِ والحسابِ الظالم.

قِفوا، يا قومِي!

تلكَ البلادُ الخرابُ، لا أقامَ اللهُ لها قائمة، وأنتم تتنازعون – رغم الموت – على ألقابٍ ومناصب.

قِفوا، يا قوم، وانزعوا عن ألسنتِكم سليطَ تهكُّمها الجارح، فقد صارت أعراض بعضِكم حكايا هزيلةً، وهزلًا وسُخرية، تتناولونها علانيةً بكل فخرٍ، كأنها اكتشافٌ وإبداع!

هل فكَّرتم يوماً أن الله يرى ذلك؟

وهل الستر الذي حظيتم به أنتم أهلٌ له؟

وإلى متى سيستمر هذا القُبح؟

وهل يحتمل أحدكُم أن تَطال آل بيتِه همزات وكسر خواطر من لسانٍ قائل؟

أَصِرنا نُحاربُ بعضَنا بعضاً تشهيراً وتنكيلاً، ونصفِّقُ لذلك لمجرَّدِ اختلاف رأي؟

من أين ورثتم هذا الجفاء؟ هذا الغباء؟

أيُّ حربٍ نُريدها أن تتوقَّف، ورصاص الحقد والغبينة صار ينال حتى من الذين ماتوا من أجل تلك البلاد؟

تَبًّا لبلادِ حربٍ ظننتُها يوماً سيعمها السلام، واليوم أُخبرها أني بريئةٌ منها إلى يوم القيامة.

فبلادي التي وارتها الحربُ، كان الحبُّ فيها نقتسمه مؤانسةً بين صباحِ «سِيد اللبن»، ومقعد «ستَّ الشاي»، ومروءة طفلٍ يقسم على قدمي خطواتي بالرجوع إلى البيت، فذاك الصغير أولى بمشواري إلى البقالة.

فأين هي؟

تَبًّا لبلادٍ صار عُبَّادها بذات قسوتها، يقتلون بعضهم بكل غُبنٍ وقُبح، دون خوفٍ، يُشوِّهون ما تبقَّى من آدميّتنا.

كيف ينامون؟ لا أعرف.

وهل يعرفون الله؟ لا أعرف.

وهل تبقَّى لنا من تلك البلاد الجميلة شيء؟

أُقسم إنِّي أعرف… وليتني لا أعرف.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *