هاجر محمد حسن.. صوت يعكس ملامح السودان

34
طارق عبدالله علي

طارق عبدالله علي

كاتب صحفي

• هاجر محمد حسن من الأصوات التي تشبه السودان في تفاصيله الجوهرية، صوتها يلامس الوجدان بدفئه وصدقه، ويستعيد بالألحان ما تذيبه أحزان الأيام من ملامحنا الجميلة. عندما تتأمل منتوجها تتحسس في أغلب أعمالها أن النص يحمل طابع أسلوب العامية السودانية الجميل، وتجد فيه وجه السودان مُطِلّاً بكل حالاته، فرحه وحزنه وتَعَبه، لتصبح الأغنية عندها انعكاساً يُترجم حياتنا في قالب فني بديع.

صوتها الذي يحمل عمقاً وحساً إنسانياً مختلفاً، سجل حضوراً أنيقاً بإشعاعه الإبداعي، الذي يلوّن بسماحته كل ربوع البلاد. والجدير بالملاحظة أنه من خلال مشروعها الفني، أكدت هاجر أن الفن قادر على إحداث التغيير، ومخاطبة القلوب بالمعاني التي ترسّخ القيم النبيلة وتستنهض الوجدان.

تجربة المبدعة هاجر الغنية، تمثل نموذجاً لمشروع فني متكامل، يسهم في هندسة الحياة والمجتمع. إذ إن فكرة البناء الثقافي التي تمثلها، تتجاوز الوظيفة الترفيهية للأغنية، لتصبح جهداً واعياً ومقصوداً لتشكيل وعي المجتمع ووجدانه. فالنص عندها يحمل مضامين تنبع من محبة البلاد وروح المبادرة، حيث أسهمت أعمالها في ترسيخ الهوية السودانية، عبر توثيق موروثها وجمالياتها. وبهذا، يتحول الفن إلى قوة دافعة للتغيير، وشريك فاعل في هندسة الحياة، وغرس القيم النبيلة، ونثر الأمل والتفاؤل.

مشروع الأستاذة هاجر محمد حسن، يمثل طرحاً مختلفاً في مسار الأغنية السودانية، ويُعد من التجارب التي أضافت معنى حقيقياً لفكرة البناء الثقافي والفني. فصوتها ينثر الأمل في دروب الحياة اليومية، ويمنح الناس ثقة بأن الفن يمكن أن يكون شريكاً في صناعة الغد.

أكتب عن هذه التجربة بإعجاب كبير، فهي من المشروعات الفنية التي حققت حضوراً مؤثراً في السنوات الأخيرة، وأعادت الثقة في قدرة الأغنية السودانية على تجديد ذاتها. كل التقدير والاحترام للمبدعة هاجر محمد حسن، فقد كانت ولا تزال حضوراً وافياً يعكس عافية الفن، ويؤسس للجمال في حياتنا السودانية، أتمنى لها التوفيق والنجاح في مسيرتها الفنية والإنسانية.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *