
كتب: هيثم محمداني
• في ميادين الرياضة، حيث تَتسابق الإرادات وتتنافس الأمم، يبرز اسم السودان شامخًا، كفجرٍ يبزغ في الأفق ليضيء سماء المجد. فريقنا الوطني، ذلك المارد الذي لا يعرف الاستسلام، يسير بخطى ثابتة نحو الأمجاد، يتحدى الظروف الصعبة وتكالب الرياح العاتية ليصل إلى قمة المجد الرياضي.
إنها قصةٌ ترويها الأقدام على أرض الملعب، وتكتبها العزيمة في قلب كل لاعب. حينما يرتدي الفريق قميص الوطن، يحمل على كاهله أمانة الدماء التي سُفكت على أرض الوطن، وحُلم الأجيال التي تتطلع إلى النصر. هي تلك اللحظات التي ينقض فيها لاعبو السودان على الكرة، لتتحد معها طموحات الأمة، فتتناغم الأقدام مع أنغام الأمل، وتنبض القلوب بالوطنية في كل تمريرة وكل تسديدة.
لقد كانت المباراة بين منتخبنا الوطني ومنتخب السنغال مواجهةً بين العزيمة والبريق، بين الروح القتالية والتاريخ المرصّع بالنجوم. ورغم أن السنغال مرصعةٌ بنجومٍ من لاعبين مهرة، ومشبعةٌ بتجارب بطولية على المستويين القاري والدولي، فإن أبناءنا في الفريق السوداني كانوا هم النجوم الحقيقية التي أطفأت لمعان تلك النجوم، وكأنهم رسموا في سماء المباراة مشهدًا جديدًا من الإبداع الرياضي. تكاتفوا، فواجهوا الأبطال وتحدّوا الكبار، فكان التعادل مع خصمٍ قويٍ بمثابة النصر العظيم في حد ذاته. فما أصعب أن يواجه المرء عظماء، ولكن الأشد صعوبة أن يكون عظيماً في مواجهة العظماء.

واليوم، نحن في الصدارة، لكن الصدارة الحقيقية لا تُكتب بالحبر العابر، بل تُنقش بجهدٍ متواصل وعزيمةٍ لا تهتز. فلنطوِ هذه الصفحة، ولنترك أفراح التعادل خلفنا، لأن ما هو قادم يحتاج إلى تركيزٍ أعظم وعملٍ أشد. الطريق إلى المجد لا يُقطع بنصرٍ عابر، بل بعرقٍ يُسكب في كل مباراة، وبإصرارٍ يتجدد في كل جولة. فلنتهيأ لما هو آتٍ، ولنجعل تصدّرنا مستحقًا، لا مجرد محطة مؤقتة، بل عرشًا نتربع عليه عن جدارة، ونحميه بقوة وعزيمة لا تعرف المستحيل!
لقد أبدع الفريق في تقديم عروض رياضية ذات طابع خاص، يخطها بالأقدام لكن يكتبها بالأحاسيس التي تنبض في كل قلب محب لهذا الوطن. وإن كان للنجوم أن تتألق، فها هي نجوم الفريق السوداني تتلألأ في سماء البطولات، وتُضيء طريق المستقبل. تتناغم حركاتهم كالألحان في سيمفونية رياضية لا تُضاهى، وتنطق الكرة بلسانهم، تعلن للعالم أن السودان ليس مجرد وطن، بل هو رمزٌ للعزيمة والكرامة.
ليست الانتصارات وحدها هي التي تجعل الفريق مميزًا، بل تلك الروح التي لا تهادن ولا تستكين، بل تسعى نحو تحقيق كل هدف وكل حلم. في كل خطوة، يعكس الفريق الأمل الذي لا يموت، والوحدة التي لا تتزعزع. من هنا، من ملاعب النضال الرياضي، يثبت الفريق السوداني أنه ليس فقط فريقًا، بل هو أملٌ وأسطورةٌ تُكتب في صفحات التاريخ بحروفٍ من ذهب.
تحيةُ فخرٍ وتهنئةٌ مستحقة
وإن كان التألق قد تجسد في أقدام اللاعبين، فإن خلف هذا الإنجاز إدارةٌ واعية، وجهازٌ فنيٌّ مخلص، بذل الجهد وسهر الليالي ليصنع هذا المنتخب الذي أضاء سماء الكرة السودانية. فإلى الإداريين الذين خطّطوا، وإلى الطاقم الفني الذي اجتهد، وإلى اللاعبين الذين قاتلوا حتى آخر دقيقة، نقول لكم جميعًا: شكرًا من القلب، ومباركٌ لكم هذا التقدم المشرف. هذه لحظتكم، فاستمتعوا بها، ولكن لا تتوقفوا عندها، فالقادم يتطلب عزيمةً أكبر، وإصرارًا أشد، حتى يظل السودان في المقدمة، عن جدارةٍ واستحقاق.
اليوم، نرفع القبعة احترامًا وإجلالًا لهذا الفريق الذي يزين ساحة الرياضة بعزيمته وإرادته. ومن هنا، نقول: منتخبنا ، لست مجرد منتخب ، بل أنت حلمٌ نعيش فيه، وأملٌ نراهن عليه، وأسطورةٌ نبني بها مستقبلنا”. فلتظلوا كما أنتم، أبطالاً في الميدان، وأبناءً للسلام، ونجومًا في سماء المجد.
شارك المقال