لماذا ندعم الغريب ونتجاهل القريب؟

21
محمداني2

هيثم محمداني

كاتب صحفي

• بحكم عملي اليومي في إدارة عدد من الحسابات والصفحات السودانية على وسائل التواصل الاجتماعي ومتابعتي المستمرة لسلوك المستخدمين وتفاعلهم لاحظت ظاهرة تتكرر بشكل ملفت وهي كيف نندفع لدعم حسابات اجنبية لمجرد انها ذكرت السودان بينما نتجاهل محتوى محلي حقيقي ومهم وهذا ما دفعني لكتابة هذا المقال. 

في زمن اصبحت فيه ضغطة زر تصنع الفرق نلاحظ ظاهرة تنتشر بين ابناء شعبنا السوداني على وسائل التواصل الإجتماعي. 

حساب أجنبي لا يمت للسودان بصلة ينشر مقطعا قصيراً فيه جملة عابرة عن السودانيين فتنهال عليه المتابعات والمشاركات والاعجابات والتعليقات وكأنه فتح كنزاً لمجرد انه قال تحية لاهل السودان. 

كأننا ننتظر من الغريب ان يذكر اسم السودان لنهرع الى دعمه دون ان نسأله من انت ولماذا تحدثت عنا. 

بينما في المقابل نجد حسابات سودانية تقدم محتوى غنياً وتوعوياً بل احياناً محتوى ينقذ حياة لا تجد ربع ذلك التفاعل. 

مجرد فيديو فيه جملة «السودانيين طيبين» تنهال عليه المشاركات والمتابعات حتى لو كان صاحبه لا يقدم شيئاً يستحق المتابعة. 

وعندما تقوى هذه الحسابات وتضمن قاعدة جماهيرية سودانية نلاحظ عند بعضها تحولاً في الخطاب حيث تبدأ في تقديم صورة مغلوطة او مشوهة عن السودانيين بل ويتحدث وينتقد لمجرد ان شخص عبر عن رايه في حسابه بما يخالف هواه وبالتالي يظهر وجهه الاخر بخلاف ما بدأوا به في السابق. 

وهنا تبرز اهمية الوعي والتمييز بين من يقدر السودان حقا وبين من يستخدمه جسراً لتحقيق اهدافه. 

الحقيقة ان الاسباب متعددة

ضعف الوعي الرقمي فالكثير لا يدرك ان الاعجاب والمشاركة والتعليق ليست مجاملات بل وسائل دعم حقيقية ترفع المحتوى وتساعده على الاستمرار. 

نظرة التحقير للمحتوى المحلي فالبعض يستخف باي محتوى سوداني مهما كانت جودته فقط لانه من داخل البيت بينما يحتفي بمحتوى شبيه قادم من الخارج. 

الحسد والغيرة موجودان لكن السبب الاهم هو غياب ثقافة التشجيع والدعم المتبادل والتواطؤ على الصمت تجاه من يحاول ان يصنع فرقا من الداخل. 

بعض الحسابات الأجنبية تستغل السودانيين بذكاء فقد ادركوا ان السودانيين شعب طيب وعاطفي وسخي في مشاعره يحب من يمدحه ولذلك نجدهم يبدأون بمقاطع جميلة عن السودان ثم بعد ان يجمعوا جمهورا سودانيا واسعا ينحرف بعضهم تدريجيا حتى يصبحوا مصدر اساءة لا مصدر فائدة. 

ومع ذلك لا نعمم

نعم هناك حسابات اجنبية أحبت السودان والناس فيه بصدق وبعضهم وجد نفسه في طيبة اهلنا فصار اقرب لنا من القريب. 

لكن من المهم ان نحسن التمييز قبل ان نندفع خلف اي حساب يتغزل في السودان لا بد ان نعرف نواياه وان نراجع محتواه لا ان ننخدع بمقطع عابر. 

رسالة لكل سوداني وسودانية

لا تكن جسراً يرتقي عليه الغريب على حسابك وكن سنداً لأخيك وادعم المحتوى السوداني الذي يستحق. 

عندنا في السودان محتوى راق ومهم ومبدع ينتظر دعمنا لا أكثر فلنكن اوفياء له ولصاحبه قبل ان يخفت صوته. 

السودان ليس مجرد ترند السودان وطن والمحتوى السوداني مرآة لهذا الوطن فارفعها ولا تكسرها بيدك.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *