كمال باشري

كمال باشري

• لون طلاء أظافرها يلفت نظري لا أدري لماذا رغم إنه لم يتغير في كل مرة ألتقيها..  اللون الذي يوحي بالغموض والثبات في آنٍ واحد.

 تسريحة شعرها العصرية المنسدلة و ثوبها تغير الوانه في كل مرة و كل شيء فيها كان في حالة حركة مرنة باستثناء ذلك الجزء الصغير على أطراف أصابعها.

 جمعتنا قاعة صغيرة  كانت تتحدث  بحماس يشبه الألعاب النارية، وعيناها تلمعان ببريق الثقة. لم أستطع إبعاد نظري عن حركة أصابعها  وحواف الأظافر تبدو كقطع مرجانية نادرة تطل من غبار اللحظة.

​«ألا تملين هذا اللون؟»  سألتها فجأة و دون مقدمات وكنت أعرف كم يبدو سؤالي أحمقا.

​توقفت عن الكلام، ومالت بنظرها قليلًا، الحركة التي تسبق ابتسامتها الساحرة دائمًا. نظرت إلى أظافرها لحظة كأنها تراها لأول مرة، ثم رفعت عينيها إليّ بنظرة لم أتوقعها

​«أنت تسأل عن الثبات في عالم متغير»  قالت بصوت خفيض. «هذا اللون… هو مرساتي، وضعته أول مرة في  يوم قررت فيه أن أتوقف عن التذبذب وأن أكون حازمة، أن أختار طريقي ولا أتراجع عنه أبدًا، هو تذكير يومي  بأنني اتخذت قرارًا وبأنني سأبقى عليه.»

​لم يكن لونًا. كان وعدًا. كان إعلانًا داخليًا عن قوة جامحة.

​في تلك اللحظة فهمت،لم يكن اللون  وحده، بل كانت الحقيقة  وراءه. كان الشيء الوحيد الذي لم يتغير فيها لأنه يمثل حقيقتها التي لا تتغير. وكلما رأيته كنت أتذكر أن خلف كل ابتسامة عابرة أو نظرة مبعثرة، هناك صخرة من العزيمة لا تهتز ولا تتبدل.

​ومع أنها غادرت المدينة إلا أنني عندما أرى ذلك اللون تحديدًا في مكان ما، لا أبحث عن زجاجته لأشتريه بل أبحث في داخلي عن وعد لم أحنث به بعد.

 

شارك القصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *