كيف أعادت الجامعة العربية المفتوحة تعريف التعليم العالي بشراكاتها وجودة برامجها؟

182
university
Picture of د. إيهاب عبد الرحيم الضوي أحمد

د. إيهاب عبد الرحيم الضوي أحمد

اختصاصي تحليل بيانات وخبير إحصاء – عضو هيئة تدريس بالجامعة العربية المفتوحة بدولة الكويت

المقدمة

• التعليم المفتوح يمثل نقلة نوعية في فلسفة التعلم؛ حيث يتجاوز الحدود الزمانية والمكانية التي ظلت لقرون قيداً للتعليم التقليدي. هذا النموذج التعليمي الثوري لم يعد مجرد بديل، بل أصبح ضرورة عصرية تلبي احتياجات المجتمعات الحديثة التي تتوق للمعرفة مع الحفاظ على إيقاع الحياة المتسارع.

وفي هذا المجال، تبرز الجامعة العربية المفتوحة كصرح تعليمي رائد، استطاع بجدارة أن يحول فلسفة التعليم المفتوح من مجرد نظرية تربوية إلى واقع ملموس، يجمع بين الأصالة الأكاديمية ومرونة العصر الرقمي. فبينما ظل التعليم التقليدي حبيس القاعات الدراسية والجداول الزمنية الصارمة، قدمت هذه الجامعة نموذجاً تعليمياً يتنفس حرية ومرونة، دون أن يفرط في معايير الجودة والتميز الأكاديمي.

الأمير الراحل: طلال بن عبدالعزيز آل سعود – المؤسس

 

و الجامعة العربية المفتوحة (AOU) هي جامعة عربية إقليمية غير تقليدية، رائدة في تقديم نموذج التعليم المفتوح والتعلم عن بعد. تأسست عام 2002 بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود (رحمه الله)، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند). تهدف الجامعة إلى توفير فرص تعليم عالٍ متميز ومرن لجميع الراغبين في التعلم، بغض النظر عن القيود الجغرافية أو الزمنية أو الاجتماعية. تسعى الجامعة إلى تمكين الأفراد من تطوير معارفهم ومهاراتهم، والمساهمة في التنمية البشرية والاقتصادية للمجتمعات العربية.

لقد نجحت الجامعة العربية المفتوحة في إثبات أن التعليم الجاد لا يرتبط بالضرورة بمقاعد الدراسة التقليدية، وأن التميز الأكاديمي يمكن أن يتحقق خارج النمطية المألوفة. هذا الصرح المعرفي الذي خرج إلى الوجود من رحم الحاجة الملحة لتطوير نماذج التعليم العالي، لم يأتِ نتيجة للصدفة، بل كان ثمرةً لرؤية ثاقبة من الأمير الراحل طلال بن عبدالعزيز (رحمه الله). ومنذ ذلك العام وحتى الآن وهي تقدم للعالم العربي نموذجاً تعليمياً متفرداً، يحترم ظروف الدارسين ويواكب متطلبات العصر، دون المساس بقيمة الشهادة العلمية وجدواها. هذا التوازن الدقيق بين المرونة والجودة هو ما جعل من هذه الجامعة علامة فارقة في تاريخ التعليم العالي العربي.

 لم تكن هذه المؤسسة الأكاديمية مجرد إضافة رقمية إلى خريطة الجامعات العربية، بل كانت نقلة نوعية في مفهوم التعليم ذاته، حيث استطاعت بجرأة أن تقتحم المسلمات التقليدية للتعليم العالي وتعيد صياغتها وفق رؤية عصرية متكاملة. إن الجامعة العربية المفتوحة ليست فقط مؤسسة تعليمية تقليدية، بل هي تحفة معمارية في صرح التعليم العالي، تزاوج بين متانة المنهج ومرونة الأداء في تناغم فريد. فهي تشبه النهر العظيم الذي يحمل في تياراته عراقة الماضي وحيوية الحاضر وطموح المستقبل، حيث تتدفق المعرفة عبر قنوات متعددة تصل إلى كل باحثٍ عن العلم أينما كان. هذا النموذج التعليمي الفريد لم يعد مجرد خيار بين الخيارات، بل أصبح ضرورة  حضارية في عالمٍ يتسارع فيه سباق المعرفة، وتتصاعد فيه الحاجة إلى أنماط تعليمية تلبي تطلعات العصر دون التفريط في القيم الأكاديمية الرصينة.

لقد نجحت الجامعة العربية المفتوحة في أن تكون جسراً حقيقياً يربط بين الموروث الثقافي العربي الأصيل ومتطلبات العصر الرقمي المتسارع، حيث استطاعت ببراعة أن تحافظ على جوهر العملية التعليمية مع إعادة تشكيل قوالبها بما يتناسب مع روح العصر. إنها اليوم تقدم للعالم العربي نموذجاً تعليمياً متفرداً، يجمع بين العمق الأكاديمي والمرونة التشغيلية، بين الأصالة والمعاصرة، بين الثبات على المبادئ والتكيف مع المتغيرات، لتصبح بذلك منارة للفكر التنويري في المنطقة.

الأمير: عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز- رئيس مجلس الأمناء

 

الرؤية التعليمية الثورية

تتبوأ الجامعة العربية المفتوحة مكانة ريادية في تطوير فلسفة التعليم العالي، حيث تمثل نموذجها التعليمي المدمج نقلة حضارية حقيقية تعيد تشكيل مفهوم التعليم في القرن الحادي والعشرين. هذا النموذج المتكامل ليس مجرد مزج ميكانيكي بين التعليم التقليدي والإلكتروني، بل هو رؤية تربوية شاملة تنطلق من فهم عميق لتحولات العصر واحتياجات المتعلمين. لقد أدركت الجامعة بحنكة أن مستقبل التعليم لا يكمن في الانحياز الكلي للتقنية أو التمسك الحرفي بالطرق التقليدية، بل في التوازن الذكي بينهما. فطورت نظاماً تعليمياً مرناً يجمع بين: العمق الأكاديمي الذي يحافظ على القيم الجوهرية للتعليم العالي، المرونة التكنولوجية التي تواكب متطلبات العصر الرقمي، التكيف مع الاحتياجات الفردية للمتعلمين، والاستجابة لمتطلبات سوق العمل المتغيرة.

إن قاعات الجامعة الافتراضية ليست مجرد بديل رقمي للفصول التقليدية، بل هي بيئات تعلم ذكية تتجاوز حدود الزمان والمكان، تتيح: تفاعلاً حياً بين الأساتذة والطلاب، تعليماً تشاركياً يعضد بناء المعرفة الجماعية، تواصلاً مستمراً لا يقيده جدول زمني صارم، تكييفاً ديناميكياً مع أنماط التعلم المختلفة. 

برامجها الجامعة الأكاديمية تم تصميمها بعناية فائقة لتكون مشاريع تنموية شامل؛ حيث إن: منهجياتها تستند إلى أحدث النظريات التربوية، محتواها يصاغ بالشراكة مع الخبراء والمختصين، تطبيقاتها العملية ترتبط مباشرة باحتياجات سوق العمل، ومعاييرها تتوافق مع متطلبات الاعتماد الأكاديمي الدولي.

هذا النموذج التعليمي الثوري لم يعد يقتصر على توفير المعرفة، بل أصبح يطور: مهارات التفكير النقدي، القدرات الإبداعية، الكفاءات الرقمية، المهارات القيادية، والقدرة على التعلم المستمر.

لقد نجحت الجامعة في تحويل التعليم من عملية نقل معلومات إلى تجربة تنموية شاملة تضع الطالب في قلب العملية التعليمية، وتجعله شريكاً فاعلاً في بناء معرفته وتطوير مهاراته، في إطار من المرونة الذكية التي تحترم الفروق الفردية وتواكب متطلبات العصر دون التفريط في الجوهر الأكاديمي.

نسيج الشراكات الاستراتيجية

تمثل الشراكة بين الجامعة العربية المفتوحة والجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة نموذجاً فريداً للتعاون الأكاديمي الذكي الذي يتجاوز المفهوم التقليدي للشراكات التعليمية ليصل إلى مستوى من التكامل الاستراتيجي. فمنذ تأسيس هذه العلاقة في عام 2003م، وتحديداً بعد تجديدها في أكتوبر 2024م، وحتى عام 2029م، أصبحت تقوم على ثلاثة أركان رئيسة، هي:  ترخيص المواد التعليمية، الاستشارات الأكاديمية، والاعتماد المؤسسي والبرامجي.

في إطار هذه الشراكة الذكية، تقدم الجامعة البريطانية – الرائدة عالمياً في التعليم المفتوح والمرن منذ عام 1969 – حزمة متكاملة من الخدمات الأكاديمية للجامعة العربية المفتوحة، تشمل:

1. اعتماد البرامج الأكاديمية وفق نظام (الشهادات المعتمدة من  The Open University)، وهي شهادات تحمل ذات القيمة الأكاديمية والمهنية لتلك الممنوحة مباشرة من الجامعة البريطانية.

2. تطوير المناهج بناءً على معايير دولية مرموقة، مع التركيز على مجالات المستقبل الحيوية مثل الأمن السيبراني، علم البيانات، والذكاء الاصطناعي.

3. ضمان الجودة الأكاديمية من خلال الالتزام بمدونة الجودة الصادرة من وكالة ضمان الجودة البريطانية (QAA-UK)، مما يزيد الثقة بمخرجات الجامعة في سوق العمل الدولي.

تتسم هذه الشراكة بالطابع المؤسسي الشامل، إذ تمتد لتغطي كافة فروع الجامعة العربية المفتوحة في تسع دول عربية، هي: دولة الكويت (ويوجد بها كذلك المقر الرئيس للجامعة)، المملكة العربية السعودية، مملكة البحرين، المملكة الأردنية الهاشمية، جمهوية لبنان، جمهورية مصر العربية، سلطنة عمان، جمهورية السودان، ودولة فلسطين.  تخضع برامج الجامعة العربية المفتوحة لتقييم شامل كل خمس سنوات، لضمان استمرارية جودة الأداء الأكاديمي. كما ترتكز على مبادئ واضحة تشمل توفير بيئة تعليمية داعمة، واستقلالية أكاديمية، وهيكل تنظيمي فعال.

على المستوى العملي، فقد ساهم هذا التعاون في: تطوير 17 برنامجاً أكاديمياً على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا، في مجالات متنوعة مثل إدارة الأعمال، تكنولوجيا المعلومات، والدراسات اللغوية، وإنشاء نظام تعليمي مدمج يجمع بين التعليم الإلكتروني والتقويم المستمر، بما يعزز كفاءة التعلم ويواكب التطورات الرقمية، إضافة إلى تأسيس مراكز تدريب تخصصية تهدف إلى مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل العربي.

يتجلى ذكاء هذه الشراكة في المزج بين الأصالة الأكاديمية البريطانية والمرونة التشغيلية التي تناسب السياق العربي، مع الاستجابة لمتطلبات العصر الرقمي، دون إغفال أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية العربية.

ولا تقتصر هذه الشراكة على نقل المعارف من طرف واحد، بل تقوم على التكامل والتأثير المتبادل، حيث تساهم الجامعة العربية المفتوحة في إثراء التجربة البريطانية من خلال: تطوير نماذج تعليمية مبتكرة تلائم الواقع العربي، وتنفيذ أبحاث تطبيقية تتناول قضايا التنمية الإقليمية، وتوسيع نطاق التعليم المفتوح باللغة العربية، ما يعزز الوصول إلى فئات أوسع من المتعلمين.

بهذا تصبح الشراكة بين الجامعتين جسراً معرفياً حقيقياً بين الشرق والغرب، ونموذجاً يحتذى به في التعاون الأكاديمي الدولي الذكي الذي يقدم الفائدة المتبادلة ويزيد من فرص التنمية الشاملة.

أ. د. محمد بن إبراهيم الزكري – رئيس الجامعة بالوطن العربي

 

البصمة المجتمعية للجامعة العربية المفتوحة: رؤية تنموية شاملة

لا تقتصر إنجازات الجامعة العربية المفتوحة على حدود القاعات الدراسية، بل تمتد لتجسد نموذجاً رائداً في التعليم المجتمعي، حيث تنطلق من فلسفة مؤسسية تعتبر التعليم العالي حقاً إنسانياً شاملاً وليس امتيازاً لفئة دون أخرى. هذه الرؤية تتماشى مع توجهات اليونسكو التي تدعو إلى شمولية التعليم وإتاحته لجميع فئات المجتمع، بوصفه ركيزة من ركائز التنمية المستدامة.

تظهر بصمة الجامعة المجتمعية في قدرتها على استيعاب شرائح متنوعة من المتعلمين. فالموظفون العاملون وجدوا في نظام الدراسة المرن فرصة لتطوير مهاراتهم دون تعطيل حياتهم العملية، بينما أُتيحت للنساء، خاصة من لديهن مسؤوليات أسرية، فرصة استكمال تعليمهن في بيئة داعمة. كذلك، لم تغفل الجامعة عن ذوي الإعاقة، فوفرت لهم منصات تعليمية تفاعلية وأدوات مساعدة تضمن اندماجهم الكامل في العملية التعليمية. وهذا كله يعكس التزام الجامعة بمبدأ التعليم الشامل كما نص عليه الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.

ومن خلال مبادرات مبتكرة، استطاعت الجامعة أن تُفعّل دورها الاجتماعي بفاعلية. فقد أطلقت برنامج «التعليم للجميع» الذي يقدم منحاً للفئات ذات الدخل المحدود، إضافة إلى مشروع «محو الأمية الرقمية» الهادف إلى تمكين كبار السن من استخدام التكنولوجيا، فضلاً عن مبادرة «علماء المستقبل» التي ترعى المواهب الشابة، وحملات التوعية الصحية بالشراكة مع مؤسسات طبية. تتكامل هذه الأنشطة مع رؤية الجامعة في جعل التعليم وسيلة للتمكين الاجتماعي وليس مجرد تحصيل أكاديمي.

ويبرز الأثر الأعمق للجامعة في خريجيها الذين أصبحوا أدوات تغيير مجتمعي. كثيرون منهم أسسوا مشاريع ريادية، أو برزوا كقياديين في قطاعاتهم، أو انخرطوا في العمل التطوعي، ناقلين بذلك ثقافة التعلم مدى الحياة إلى محيطهم الاجتماعي. هذا التحول في دور الخريجين يعكس المفهوم الحديث للتعليم الذي يتجاوز التوظيف ليصل إلى التأثير.

أما على صعيد الشراكات، فقد نسجت الجامعة شبكة تعاون واسعة مع منظمات المجتمع المدني، ومراكز التأهيل المهني، والقطاع الخاص، والهيئات الحكومية. ومن خلال هذه الشراكات، ساهمت الجامعة في بناء نموذج تنموي متكامل يربط بين التعليم الجيد، وتقليص أوجه عدم المساواة، وتعزيز الشراكات التنموية كما تؤكد عليه أهداف الأمم المتحدة. 

التحديات والطموحات المستقبلية: نحو تعليم مفتوح مستدام

رغم النجاحات المحققة، فإن الجامعة العربية المفتوحة تواجه كغيرها من الجامعات تحديات في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع التعليم العالي. وقد أشار تقرير اليونسكو لعام 2022 إلى أن أهم هذه التحديات التي يشهدها قطاع التعليم العالي تتمثل في التحول الرقمي، تغير احتياجات سوق العمل، ضمان الجودة، الاستدامة المالية، وتوسيع فرص التعليم الشامل. وتعكس هذه التحديات واقعاً يتطلب من الجامعة استجابات استراتيجية ذكية.

في مجال التحول الرقمي، تبدو الجامعة أمام معادلة دقيقة: كيف تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز في بيئتها التعليمية دون أن تفقد بعدها الإنساني؟ وهو سؤال تواجهه معظم مؤسسات التعليم حول العالم، إذ أن التقنية وحدها لا تكفي دون محتوى تربوي يراعي التواصل والمشاركة الفعالة.

أما في ما يتعلق بسوق العمل، فإن تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2023 أشار إلى أن 65% من الوظائف المستقبلية ستتغير خلال السنوات القادمة، مما يفرض على الجامعة تطوير مناهج مرنة قابلة للتحديث المستمر، وتعزيز شراكاتها مع الصناعات، وبناء نظام لتتبع خريجيها وقياس أثر البرامج التعليمية على مسيرتهم المهنية.

فيما تبقى مسألة ضمان الجودة أحد أكبر التحديات، خاصة مع التوسع الجغرافي والتقني للجامعة. فوفقاً لهيئة ضمان الجودة البريطانية (QAA)، تواجه العديد من مؤسسات التعليم المفتوح صعوبة في تطبيق معايير الجودة الأكاديمية في البيئات الرقمية، ما يستدعي بناء نظام رقابي متطور يضمن التوازن بين التوسع والحفاظ على المعايير. غير أن الجامعة في هذا الجانب أظهرت تفوقاً والتزاماً كبيرين من خلال شراكتها مع الجامعة المفتوحة ببريطانيا وهيئة الاعتماد بها.

ورغم هذه التحديات، فقد برهنت الجامعة العربية المفتوحة على قدرتها على تحويل الأزمات إلى فرص. فقد أطلقت مبادرات واعدة مثل المختبر الرقمي للتعليم الذكي، وبرنامج الشهادات المرنة الذي يتيح للطلبة تصميم مساراتهم التعليمية، بالإضافة إلى توجهها نحو إنشاء مرصد للمهارات المستقبلية بالشراكة مع المؤسسات التقنية الرائدة.

ختاماً، يمكن القول إن الجامعة العربية المفتوحة قد نجحت في كتابة فصلٍ جديد من فصول نهضة التعليم العالي. إنها ليست مؤسسة تعليمية فحسب، بل هي مشروع حضاري متكامل، يجمع بين حكمة الماضي وطموح المستقبل. هذه الجامعة تثبت يوماً بعد يوم أن الجودة الأكاديمية لا تعرف حدوداً، وأن التميز التعليمي يمكن أن يتجسد حتى خارج القوالب النمطية. إنها بكل فخرٍ وإنجاز، نموذج يحتذى به في عالم التعليم المفتوح، وصرح شامخ يعيد تعريف معنى التعليم العالي في القرن الحادي والعشرين.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *