قصيدة جديدة: معلقة من الملح  للشاي 

30
عبدالمنعم عوض

عبد المنعم عوض

إشارة : 

( حينما يمزج الشاي الدنيوي ، بين مزاج الفقير و مزاج الغني ، يصلح الموت من هيبته ليلتقي الآدمي … )   

١» 

كأن ظلي كائناً غيري ،. 

يعدو ساكناً خلف ظهري،  

وأحياناً ،    

يسبق خطوه خطوي  ،

يستلقي علي كرسي بمنزلنا القديم …

« مستغرقاً في رسم وجهي ، 

بفرشاة عيني .

٢»

في فجوة الحرب ،

قفزت تفاصيل معقدة من الوجه ،  

من نافذة الطابق العلوي للبيت ،

من الرعب ، 

منزلقةً الى كوة في الأرض، 

( أعيرةً  ناريةً  ،

 حزمةً  من البنادق  ، كتلة كثيفة  من الدخان ، دهشة منهوبة الملامح  ،

تسقط زائغة البصر … 

من براثن الغضب ) .

٣»

إنطويت على نفسي ،

فإنتبهت الى مرقدي،

عانقتني خيوط الغطاء الملساء ،  

نصف مبتل بطغيان العرق 

ونصف منكفئ على عرش الفزع 

معلولاً ،، 

من برودة الأرق .

٤»

لا زالت البنادق المعنية بالأمر ،

مصلوبةً في الشوارع العامة،

كأذناب العقارب 

تترقب إصطياد المارة .

والهدوء الحذر ، 

لا زال مشنوقاً على حبال الأذقة الضيقة  ،

مرتعداً من عناد الفوضى ،

ومختزناً في القلب ،

مرارة الأرض الطيبة .

٥»

  « يرخي الليل عباءته على المكان ، 

فينشط  نقيق الضفادع في مسرح الصمت ، ويصاعد أبخرةً عبر  سلم المستنقع الطحلبي ، في الشارع الخلفي للحي ، 

ويقرع  بسبابته طبلة الأذن  ،

ليحرق ما تبقى من مفردات الطمأنينة والأمن…».

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *