• (إلى بعض شباب بلادي، الذين أرى فيهم مستقبل السودان المشرق)
*
لقدْ هَرِمْنا هَرِمْنا
والزَّمانُ فتًى
ذؤابتاهُ كلونِ الفَحْمِ والسُّدَفِ
نَعمْ هَرِمْنا وأَمْسَينَا تُحَاصِرُنَا
غُلالتان مَزيج الحُزْنِ والأسَفِ
الرِّيحُ والبَرْدُ والأنْواءُ أجْمَعُهـا
والحرُّ، تَسْخرُ منْ تمثالِنا الخَرِفِ
لكنكم يا شَبابَ العِزِّ ما رَجَفتْ
فَرِيصةٌ خَنَعتْ مِنكُم إلى الصَّلفِ
لقَدْ هَرِمْنَا ومازِلْتُم بنخْوتِِِكمْ
ونَحْنُ صِنوان في الأوْجَاعِ
والعَجَفِ
لمْ نَزْجُرِ الطيَّرَ صُبْحَاً كَي يحذَّرَنا
من الهَوانِ وذُلِّ القيدِ والرَّدَفِ
ولا دؤيبةُ الأرْضِ والمِنْسأة تُخْبِرُنَا
كيفَ ارْتكزتُم كَحَدِّ السَّيفِ
والحَجَفِ
لكنكم قَدْ كبرتم عِندما عَزَفَتْ
قيثارةُ الرُّوحِ ألحانَ الغَدِ الوَرِفِ
غيرَ العَزائمِ والأرْواحِ ما حَمَلتْ
أجْسَادُكم حِينَها شَيئاً من التَّرَفِ
والغَافلُ الغِرُّ يلهو في عَوالمِه
لا همَّ بالنَّاسِ يحدُوه وللأسَفِ
أجلْ هَرِمْنَا ولكنَّا تُجَدُّدنا أخْبارُ
سعيِِّكمُ المنشورِ في الصُّحُفِ
منْ الدِّماءِ سَقيتم غَرْسَ عِزَّتِنا
والآنَ حقَّاً رَعيتمْ حُرْمَةَ الشَّرفِ
شارك القصيدة