حُلْمٌ يُرَاوِدُ وَعْدَ صَحْوي مِنْ مَتَاهَاتِ الظُّنُونِ الْمُفْضِيَاتِ إِلَى الْخَـوَا
حُلْمٌ يَتِيمٌ قَدْ تَرَحَّلَ بَيْنَ هَاتِيكَ الْغُيُومِ مِنَ الْجَوَى
يَنْتَاشُهُ أَسَفُ الْمَعَازِفِ مِنْ حَنِينٍ، وَالْمَذَارِفُ مِنْ نَوًى
وَبَقَايَا حُزْنٍ لَا يَرِيمُ مِنْ مُكَابَدَةِ الْهَوَى
أَوَاهُ!! أَيْنَ إِشْرَاقُ الثُّوَى؟!
وَكَيْفَ يُزْهِرُ مِنْ مَوَاتٍ
مَا حَسِبْتُهُ قَدْ تَبَدَّدَ وَانْطَوَى!
وَكُنْتُ أَحْكَمْتُ الْمَغَالِيقَ الْغِلَاظَ عَلَى الْفُؤَادِ وَمَا حَوَى
مِنْ أَيْنَ تَنْبَثِقُ التَّنَاهِيدُ الدَّفِيئَةُ، تَشْرَئِبُّ إِلَى الرَّوَاء!
وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلْمَشَاعِرِ أَنْ تَسْتَبِيحَ حَائِطَ كِبْرِيَائِي الصَّلْدَ، تَنْفُذَ مِنْ كُوًى
أَوَ تَثَلَّجَ الزَّمَنُ الْمُحَيَّرُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ شَوْقٍ يَأْبَى الانْزِوَاء!!
كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَى التَّغَافُلِ وَالْقَبُول؟
كَيْفَ السَّبِيل؟!
فَسُلَافُ أُغْنِيَةِ اشْتِيَاقِي تُهَدْهِدُ صَخْرَ صَدِّي حِينَ يَهْتِفُ : «مُسْتَحِيلْ!»
صَدٌّ حَرُونٌ… لَمْ تَجْدِ مَعَهُ اعْتِذَارَاتٌ تُعَنْدِلُ فِي الْمُتُون
وَتَظَلُّ تَنْقُرُ فِي الْحَنَايَا، تَسْتَقِي مِنْهَا الشُّتُول
مَا كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّنِي، رَغْمَ الْهَجْرِ الثَّقِيل
لَمْ أَزَلْ يَجْتَاحُنِي صَخَبُ الْوَفَاءِ وَلَوْعَةُ الشَّوْقِ الْخَضِيل
لَمْ يَزَلْ عِشْقِي تُرَدِّدُهُ الْأَنَاشِيدُ الْوَضِيئَةُ، مُزْهِرًا عِنْدَ ابْتِئَاسَاتِ الْأُفُول
يَصْطَادُ بَذْرَ اللَّهْفَةِ الْحَرَّى الْمُوَسَّمَ مِنْ حُشَاشَاتِ الذُّبُول
يَنْدَى عَلَيْهِ بِقُبْلَةِ الْمُحَيَّا الْمُسَرْمَدِ فِي فَمِ الْحُبِّ الْبَتُول
وَعَجِبْتُ مِنْ قَلْبِي يَمِيدُ بِهِ شَغَفٌ عَجُول!
يَا قَلْبُ! مَا هَذَا التَّرَاخِي وَالتَّرَاجُعُ وَالتَّسَامُحُ وَالْمُثُول؟!
وَلِمَ الْحَنِينُ إِلَى رِيَاضٍ غَضَّةٍ مِئْنَاسَةٍ قَدْ شَابَهَا مَحْلٌ وَبِيل؟
وَكُنْتَ أَنْتَ رَعَيْتَ غَرْسَهَا بِالتَّعَهُّدِ قَبْلَ أَنْ تَضْحَى طُلُولًا،
سَوَّسْتَ وَشْيَهَا قَبْلَمَا يُرْخِي تَنَائِينَا السُّدُول.
قَالَ قَلْبِي : هَيَّا، أَزِلْ صِمَاخَ وَعْيِكَ، وَاسْمَعْ تَرَانِيمَ الْهُدَى!
تُزَيِّنُ الإِيقَاعَ لِلْعِشْقِ الْمَرِنِ
يَدٌ تَدُقُّ أَبْوَابَ الْفُصُول
شارك القصيدة