أمير تاج السر

أمير تاج السر - قطر

في صلاة العيد

التقيت بواحد اسمه صالح،

وينادونه صلوحة،

في بعض الأحيان.

هذا الرجل يحب الأحزان جدا،

ولا يحب الفرح،

 حتى لو كان فرحا.

وكان شديد الإخلاص لمراهقته،

لدرجة أنه قرأ مجلة سمر.

ووضع فيها صورته، من ضمن هواة التعارف.

وكتب أحلاما خاصة،

بطلتها: كلوديا كاردينالي،

وأخرى، بطلتها:جينا لولو بريجيدا،

ورسم قلبا مجروحا بسهم،

 في أكثر من عشرين شارع،

يمر بها الحب، أو لا يمر،

لم يكن ذلك مهما،

وكان معنا حين كنا نحب كوثر، من طرف واحد،

وننهي قصص الحب معها، من طرف واحد،

ونحب كوثر مرة أخرى من طرف واحد،

وننهي قصص الحب معها

 مرة أخرى من طرف واحد،

واعترف لي مرة أنه  كسر مصباح الحمام،

لأن المصباح شاهده وهو يستحم.

وتطوع ليكون مجرما في عرض للكلاب البوليسية،

لكن الكلاب خذلته، وشتمه أحدها بكثير من العنف،

وحين عرضت عليه صورة

كانت موجودة مصادفة في هاتفي،

وفيها عدد من جنرالات الحرب،

يتحدثون عن معارك قد تدور

في المريخ والزهرة وعطارد،

بكى طويلا.

هو الآن مرشد سياحي متقاعد،

لا يملك سوى بيت صغير

في حي بعيد،

قضت عليه الحرب تماما،

وسيارة جيتور صينية،

أحرقوها لأنها لم تسمح لأحد بسرقتها،

وظلت تصرخ حتى الرمق الأخير،

وثلاثة أبناء

فروا من رحم أمهم في الشهور  الأولى

للحمل،

وزوجة دفنها بيديه،

حين قالت له: ادفني بيديك.

راقبته وهو يغادر ساحة العيد،

مرهقا، ونحيفا، وثمة بقعة حمراء

في ثوبه،

صحت: يا صالح،

واكتشفت أنني أصيح في نفسي.

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *