رمَقَ بعينَيهَا دموع وداع تقاومُ فضحها، إقتربَ منها هامِساً : عاهدتنِي أن لا تَذرُفي دمعة، تبسَّمتْ بنحيبٍ، وهمهمتْ عَبَراتُها، «دَعها تنالُ من كفِّكَ رحمته، أمامي الكثير من العُمر يفتقِدُ قُربك».
لا تقترب من أُنثى إغتسَلتْ لتوِّها من جُرحِ ماضيها، لا تُغمض جَفن أحلامِك إن أوهمتكَ أنفاسُ قُبلتها بعِشقها لك، قاومْ ذراعي أمانها إن طوَّقتْ عُنُقكَ بعناقِ راحلةٍ تُودِّعك للمرةِ الأخيرة.
يا صديقي .. ليتك إكترثت لتحذيري، حذَّرتُك من أُنثى تتوهَّمُ فيك العِشق لتُضمِّدَ جُروح من كان قبلك، وربما تمارسُ فيك وعليك الانتقام. وأنتَ مثُلها إذن تحتاجُ لصدر امرأةٍ تُشعرك بدفءِ أمِّكَ، تُعرِّيك لبكاءٍ مرير، تحشُرُ أنفَ تنهيداتِك بعطرِها، تُلمْلِمُك بحُضنِها لتُبعثِرُكَ شكواك بأحاديثِ جُرحٍ أتاكَ من مثلِها، عليها اللعنة إن نطقتْ يوماً اسم ماضيها بمسامِعِ نبضِك! وعليك النَّدم إن إدعيتَ أنكَ لم تسمعْ شيئاً، وأنا حذَّرتُك من عِشقٍ مجرُوحٍ يحتاجُك ليردَّ إليك جُرحَه، فلا تقترن بأُنثى إغتسلتْ للتَّوِ من جُرحِ رجلٍ يُشابِهُك.