فرصة سودانية من الحلم إلى الواقع: زراعة الورد كمورد اقتصادي 

• الورد ليس مجرد رمزٍ للجمال إنه لغة الطبيعة ورسالة الحّبّ التي تنبض في قلب الأرض. 

هو صناعة عالمية كثيفة العمالة وسريعة الدوران تولّد عملات صعبة وتخلق آلاف الوظائف عبر سلسلة قيمة تبدأ من الشتلة البريئة وتنتهي بباقةٍ متألقة تصل خلال 48–72 ساعة إلى يد المستهلك تحمل عبق الحٌبّ والجمال مع كل زهرة. 

قيمة زراعة الورد الاقتصادية تتجلى في:

ارتفاع العائد لكل وحدة مساحة مقارنة بمحاصيل أخرى.

كثافة التشغيل التي توفر وظائف مباشرة وغير مباشرة.

إضافة إلى طلب عالمي مستقر يرتفع في مناسبات متعددة  فضلاً عن إمكانية التكامل الصناعي عبر إنتاج الزيوت العطرية وماء الورد ومستحضرات التجميل ما يضاعف القيمة ويقلّل الهدر ويحوّل الأرض إلى حديقة من الأحلام.

نماذج عالمية مثل هولندا وكولومبيا والإكوادور أظهرت قوة البنية اللوجستية وسلاسل التبريد وأهمية اختيار الموقع المناسب والارتفاع الأمثل.

بينما نجحت كينيا وإثيوبيا ورواندا في إفريقيا عبر مزارع مرتفعة بيوت محمية حديثة محطات تبريد قرب المطارات وشهادات اعتماد دولية لتثبت أن الورد يمكن أن يكون جسراً بين الأرض والسماء وسفيراً للجمال إلى كل أنحاء العالم.

في السودان يمكن البدء بممر الخرطوم – الجزيرة لمزاياه اللوجستية وقربه من مطار الخرطوم، أو المناطق المرتفعة مثل جبال مرة وجبال النوبة لتوفير درجات حرارة مناسبة لجودة السيقان.

يمكن تأسيس نموذج أولي على مساحة 25–50 فداناً من البيوت المحمية مع أصناف مختارة للسوق الخليجي.

ومحطة تبريد أولي .

وفرز وتعبئة وحجز سعات شحن منتظمة. 

التوسع لاحقاً يشمل مزارع إضافية لتكوين عنقود وردي يضيء الأرض كلوحة فنية مصانع زيوت وماء ورد تفوح منها رائحة الحنين ورش تغليف ومراكز تدريب تزرع المعرفة والمهارة.

أنواع الورد التي تنمو في بيئة السودان

الورد الجوري (Damask Rose): 

مناسب للمناطق ذات التربة الطميية والمياه الوفيرة، يستخدم في استخراج ماء الورد والزيوت العطرية ويضفي على المكان عطر الأحلام.

الورد الهجين تي (Hybrid Tea Rose): 

سيقان طويلة وألوان متنوعة، مثالي للسوق الطازج والتصدير.

الورد الأسباني (Floribunda Rose):

أزهار متجمعة على ساق واحدة، يتحمل الحرارة نسبياً ويناسب البيوت المحمية .

الورد 

 (Miniature Rose): مناسب لتنسيق الحدائق  للزينة الداخلية وبيع الزهور الصغيرة

الورد الوردي والوردي الداكن (Pink Roses):

 ينمو جيداً في معظم مناطق السودان مع اهتمام بالرّي المنتظم والتغذية.

الالتزام بالجودة والبيئة أساسي، عبر برامج IPM، مراقبة المياه والتربة، تقنيات الطاقة الشمسية، وفحوص متبقيات المبيدات. الأسواق المستهدفة تشمل الخليج العربي، مصر وشرق إفريقيا، وأوروبا على المدى المتوسط، مع عقود توريد مسبقة لتحقيق استقرار الإيرادات، لتصل باقات السودان العطرة إلى كل زاوية من العالم.

متطلبات الزراعة الحديثة

الحرارة المثلى: 15–25°C نهاراً، 12–18°C ليلاً، مع بيوت محمية لتثبيت درجات الحرارة، لتظل الزهور محتفظة ببهائها .

البيوت المحمية: 

هياكل معدنية، أغطية بولي كاربونيت أو بولي إيثيلين، شبكات تظليل وتهوية، ونظام تبريد تبخيري يحمي الزهور من حرارة الصيف الحارقة.

المياه والتسميد: 

ريّ بالتنقيط، فيرتيجايشن دقيق لمراقبة EC/pH، وتحليل دوري للمياه والتربة، لتنمو الزهور.

العمليات الحاسمة: التقليم، التطويش، الوقاية المتكاملة من الآفات، والقطاف في طور البرعم المشدود صباحاً.

ما بعد الحصاد: 

تبريد أولي سريع (0–2°C خلال 2–4 ساعات)، استخدام محاليل حافظة، فرز حسب الطول والقطر، وتعبئة معيارية، للحفاظ على نقاء كل زهرة.

سلسلة القيمة

التكاثر والشتلات: 

موردون دوليون أو إقليميون مع حجر نباتي صارم.

الزراعة والإدارة: 

إعداد وسط النمو، برامج ري وتسميد دقيقة، وبرامج وقاية متكاملة (IPM).

القطاف والمعالجة: 

في الصباح الباكر، فرز أولي حقلي، ماء مبرد ومحاليل حافظة.

التبريد والتعبئة: 

تبريد صاعق، رصّ في كراتين معيارية، ملصقات تتبع.

النقل والشحن: 

شاحنات مبردة، تسليم خلال 6–10 ساعات من القطاف إلى مبرد المطار، شحن جوي خلال 24 ساعة.

البيع: 

تجّار جملة، سلاسل تجزئة، متاجر زهور، ومنصات إلكترونية بعقود موسمية أو سنوية.

الأسواق المستهدفة

الخليج العربي: 

قرب جغرافي، رحلات يومية، تفضيل لسيقان 40–60 سم وباقات مختلطة.

مصر وشرق إفريقيا: 

فتح أسواق إقليمية بالبرّ والتبادل داخل الكتلة الإفريقية.

أوروبا: 

على المدى المتوسط عبر ممرات شحن غير مباشرة وعقود مسبقة مع الالتزام بالمواصفات الدولية.

فرص التصنيع والقيمة المضافة

زيوت الورد وماء الورد:

لزيادة القيمة للزهور غير المطابقة للسوق الطازج.

مستحضرات التجميل والعناية: 

شراكات مع معامل محلية.

ورد مجفّف ومكونات غذائية أو عشبية: 

تجارة إلكترونية وإهداءات سياحية.

سياحة زهرية موسمية: مهرجانات محلية تفتح المجال للراغبين في تجربة جمال الحدائق حيث يختلط عبق الورد مع نسمات الحب والفرح.

أهداف ورؤية حركة السودان الأخضر

من ضمن أهداف ورؤى حركة السودان الأخضر تبني التغيير الإيجابي الإنسيابي الإبداعي الأخضر الذي يتطرق لمثل هذه الأنشطة غير الشائعة لدى المنتج السوداني. 

وإن تشجيع زراعة الورد والأنشطة المرتبطة بها يعكس هذه الرؤية حيث يفتح آفاقاً جديدة للاقتصاد ويحفز الإبداع الزراعي ويُظهر قدرة السودان على الابتكار والمنافسة العالمية في محاصيل جديدة ومتميزة، لتصبح كل زهرة سودانية رمزاً للإبداع والجمال والتميز.

الوعد والمنى

ونحن نخطو خطواتنا الأولى نحو عالم الورد في السودان نعد بأن يكون هذا المشروع رسالة أمل وعطاء رسالة حب تزين الأرض وتملأ القلوب بالفرح. 

وعدنا أن نحوّل أرضنا الخصبة إلى حدائق زهرية تفيض بالجمال والرخاء ونصنع فرص عمل لشبابنا ونفتح أبواب التصدير إلى العالم لنثبت أن السودان قادر على المنافسة في الأسواق العالمية. 

ومنى قلوبنا أن نرى كل باقة ورد سودانية تحمل معها عبق الأرض ودفء الشمس وتصل إلى كل زاوية من العالم كرمز للجمال والعطاء والإبداع والوحدة الوطنية. 

لن يكون هذا مجرد حلم بل مشروع حيّ يتنفس مع كل وردة ويزرع الابتسامة في كل قلب سوداني ويغرس الحب في كل خطوة على أرضنا الخضراء.

 

شارك المقال