شبكات الاتصالات في جنوب كردفان لماذا هذه الذبذبة؟

35
د. خالد مصطفى

د. خالد مصطفى

كاتب صحفي

• نحن نتمتع ولله الحمد والمنّة بأسوأ خدمة لشبكات الاتصال. شبكات تعمل (على كيفها)، تغيب وقت ما تريد الغياب لأيام، وقد يمتد الغياب شهوراً دون تنبيه أو حتى مجرد  اعتذار للمشتركين، وهم الذين يدفعون ثمن تلك الخدمات مقدماً. 

والأسوأ من ذلك تغيب الشبكة أياماً وشهوراً، وعندما تعود يطالبون المشترك بكل المتأخرات، علماً بأن المشترك لم يتمتع بالخدمات، فلماذا تأخذ الشركات مبالغ مالية دون مقابل.

وأس البلاوي هي خدمة الإنترنت، فهي الأسوأ على الإطلاق، ويمكن أن نقول بشيء من التحفظ: لا توجد خدمة إنترنت في هذه الشبكات، واختصرت الخدمة على المكالمات والرسائل النصية، وحتى هذه رديئة جداً في معظم الأوقات.

غياب خدمة الإنترنت جعل المواطن يعتمد اعتماداً مباشراً على خدمة «الاستارلنك»، فيدفع المواطن الواحد يومياً ألف جنيه ليدخل الإنترنت لتحويل بنكك، أو مراسلة أهله في الخارج، أو لتنزيل المحاضرات عند الطلبة، أو للترفيه أو غيرها. 

فتخيلوا حجم العبء الذي يقع على المواطن بسبب ذلك. وحتى خدمة «الاستارلنك» هذه غير متوفرة بصورة دائمة لأسباب أخرى. 

معاناة الطلاب والطالبات تكمن في أنهم وُضِعُوا أمام خيارين (أحلاهما مرٌّ) كما قال أبو فراس الحمداني، فإما تجميد العام الدراسي إلى أجل غير معروف، وإما السفر إلى مدن أخرى تتوفر فيها خدمة الإنترنت بصورة مناسبة، وتحمّل نفقات السفر والسكن والإقامة والإعاشة وغيرها، في بلد يعاني أصلاً من الفقر. مما جعل كثيراً من الطلاب يتركون الدراسة إلى أجل غير مسمى، ويمتهنون مهناً أخرى، وربما لن يعودوا إلى مقاعد الدراسة مرة أخرى إذا استمرت هذه الأوضاع، وهو ما يشكّل خسارة كبيرة لا تعوض. 

أما معاناة بقية المواطنين، فتكمن في أنهم في حيرة من أمرهم، لا تعاملهم شركات الاتصالات بمسؤولية واحترام، فتوضح لهم لماذا تغيب هذه الشبكات عندما تغيب، ولماذا هذا الضعف في الاتصالات، وما هي المشكلة، وإلى متى تستمر هذه الحالة، وغيرها من الأسئلة. هم يريدون إجابات واضحة وصريحة، وتعاملاً يليق بإنسانيتهم، ومسؤولاً يحس بمعاناتهم، ويضع جدولاً واضحاً لمعالجة الخلل ورفع هذه المعاناة.

فنحن في عصر أصبح من المستحيل فيه الاستغناء عن الاتصالات، وأصبحت حياة الناس كلها مرتبطة بهذه الاتصالات. 

لذلك رسالتنا واضحة لهذه الشركات، نحن لا نعرف كثيراً من التفاصيل عن الاتصالات والشبكات وكيفية عملها، والفلسفة التي تقوم عليها هذه الشركات، ولكن نحن المواطنين نريد خدمات ممتازة طالما أننا ندفع ثمنها مقدماً (ومن أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل)، لذلك ندعو شركات الاتصالات (سوداني، زين، أريبا) للإسراع إلى حلحلة مشكلاتنا، وتحسين خدمات الاتصالات. والسلام…

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *