• في ليلة من ليالي التاريخ الكروي في بطولة الكونفدرالية الأفريقية، كتب الأهلي مدني – سيد الأتيام اسمه بحروف من ذهب، عندما حقق فوزاً تاريخياً على النجم الساحلي التونسي بهدف، الفريق العريق صاحب الأمجاد الأفريقية. هذا الانتصار كان إعلاناً صريحاً بأن التفوق لا يأتي صدفة، وإنما هو ثمرة عرق الرجال، اجتهاد اللاعبين، ووفاء الجماهير.
اجتهاد الرجال لا يعرف المستحيل
منذ صافرة البداية، بدا واضحاً أن الأهلي مدني دخل اللقاء بعقلية مختلفة، عقلية لا تهاب الأسماء الكبيرة، ولا تتراجع أمام التاريخ الطويل للمنافس. لعبوا بشجاعة، بثقة، بروح الميدان، وكأنّ كل لمسة على المستطيل الأخضر كانت رسالة تقول: «نحن هنا لنهزم الكبار». وهذا ما تحقق بالفعل.
الفوز لم يكن نتاج لحظة توفيق عابرة، بل نتيجة عمل جماعي منضبط، تخطيط فني دقيق، وروح قتالية عالية، أظهرت أن سيد الأتيام قادر على مقارعة أعتى الفرق في القارة.
الأهلي… سيد الأتيام بحق وحقيقة
هذا الانتصار جاء ليجدد اللقب الذي التصق بالنادي منذ عقود، «سيد الأتيام». لم يعد مجرد لقب شعبي أو شعار عاطفي، بل تجسّد على أرض الملعب أمام خصم بحجم النجم الساحلي. وبهذا الانتصار، أكد الأهلي مدني أنه ليس ممثل مدينة واحدة أو ولاية بعينها، بل هو حامي حمى كل ولايات السودان، ودرع فخره أمام القارة.
رسالة للأندية السودانية
ما فعله الأهلي مدني يجب أن يكون درساً للأندية السودانية الأخرى، أن النجاحات ليست مستحيلة متى ما توفرت الإرادة، والانضباط، والتخطيط. وأن الكرة السودانية لا تنقصها المواهب، بل تحتاج إلى من يثق بقدراتها ويستثمر في طاقاتها.
خاتمة: تاريخ يُكتب من جديد
فوز الأهلي مدني على النجم الساحلي كان علامة فارقة في تاريخ الكرة السودانية، متمنين أن يجدد فوزه بتونس ليؤكد جدارته، ويرتقي للمجموعات.
لقد أعلن سيد الأتيام بجدارة أنه سيبقى في القمة، ليس بالشعارات، وإنما بأقدام اللاعبين وعزيمة الرجال.
إنها لحظة فخر لكل سوداني، وموعد جديد للأحلام الكبيرة… والأهلي مدني يقولها بصوت عالٍ: «نحن هنا… ولن نتراجع».