الشيخ محمد الشيخ حسن الفاتح قريب الله خلال زيارته للجالية السودانية بمدينة بريستول: التصوف ليس طقوساً .. بل «أسلوب حياة»

13
pic00
Picture of رصد: نميري مجاور

رصد: نميري مجاور

• تلبية لدعوة عضوية الجالية السودانية بمدينة بريستول وفي إطار جهوده لنشر قيم التصوف وتعزيز الروحانية، قام الشيخ محمد الشيخ حسن الفاتح قريب الله، أحد أبرز علماء الصوفية (الطريقة السمانية)، بالتكرم بزيارة الجالية، حيث قدم الدعوة نيابة عن الاخرين الاستاذ اكرم النور وعلى الرغم من أن الزيارة لم تتجاوز الثلاث ساعات، إلا أن تأثيرها كان عميقًا ومؤثرًا على الحضور.تضمنت الزيارة محاضرة ولقاءً مع أعضاء الجالية السودانية في المدينة، حيث تم التطرق إلى العديد من الموضوعات الروحية والاجتماعية التي تهم المجتمع.

 

افتتاح‭ ‬اللقاء

استهل الشيخ محمد حديثه بكلمات ترحيبية حارة، معبرًا عن سعادته بزيارة بريستول ولقاء الجالية السودانية خاصة المجتمعون الذين يحرصون على الاجتماع كل ثلاثاء للتفاكر في عدد من الموضوعات مع تناول وجبة العشاء حيث اطلقوا على قروبهم الخاصة قروب الاحبة حيث اثنى الشيخ على روح المحبة والتوادد بين اعضاء الجالية إذ يعكس بروح الود والمحبة، وهو ما يمثل صميم رسالة التصوف. 

أهمية‭ ‬التصوف

ألقى الشيخ الضوء على أهمية التصوف في تعزيز المحبة والتسامح بين الأفراد، مبرزًا التحديات التي تواجه مفهوم التصوف في العالم الحديث. لقد تزامنت الزيارة مع ارتفاع عدد المفاهيم المغلوطة التي تم ربطها عمدا بالتصوف، ما دفع الشيخ إلى تقديم رؤية واضحة ومتكاملة حول جوهر هذه الطريقة الروحية.

ثم عرج مباشرة للتصحيح المفاهيمي رافضا ما يسمى او يطلق من مصطلحات مثل عيوب التصوف اذ تمثل تلك التصرفات اصحابها وهي ليست لها علاقة بالتصوف في رده على سؤالي إنابة عن صحيفة «فويس» وربما لم أتمكن من طرح السوال بالطريقة المطلوبة بل دلف مباشرة الى ما يتناوله بعض الجهلاء حيث اعترض الشيخ بشدة موضحا اهمية تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة التي يروج لها بعض الجهلاء عن طريق الصحافة الصفراء وان بعض الإعلاميين بعلم او دون علم يقعون في هذه الاخطاء دون ان يقوموا بدورهم المناط بهم في التحقق ضاريًا مثالا بالصحافة الاستقصائية للتأكد مما يشاع، مؤكداً ومشددًا على ضرورة تصحيح تلك الانطباعات السلبية التي أحاطت بالصوفية على مر العصور. 

وقد قام الشيخ بطرح تعريف دقيق للتصوف مشيرًا إلى أنه ليس مجرد طقوس، بل هو أسلوب حياة يتطلب تعميق الأخلاق والقيم الإنســانية في العلاقات اليومية.

ما ينتج من بعض الدجاليــــن والســحــــرة ومحاولة ربطه بالتصوف بل ذهب البعض بادراجه كعيوب للتصوف. 

تحدث الشيخ قريب الله بشكل أعمق عن تلك الظواهر مبينًا كيفية ارتباط هذه الانطباعات السلبية بالجهل وسوء الفهم. وقد أوضح أن التصوف يدعو إلى التسامح والعفو، مشددًا على ضرورة العمل على تفكيك الصور المشوهة التي تعزز الافتراء على هذه التجربة الروحية.

دعوة‭ ‬للوحدة‭ ‬والتعاون

في سياق حديثه، أشار الشيخ إلى أن العديد من المشاكل التي تواجه المجتمع الســــوداني مرتبطـــــة بالتعصــــب ونقـــــص الفهم الديني. 

وقد دعا إلى اتخاذ خطوات فعّالة تدعم قيم التسامح والعمل المشترك لبناء مجتمع متعايش ومتسامح. وأكد أن التواصل الدائم بين العلوم الفقهية والتصوف هو أمر ضروري للتغلب على التحديات التي تواجه الشباب والمجتمع بشكل عام.

دور‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الفهم‭ ‬الصحيح

تحدث الشيخ بشكل خاص إلى الحضور من ومن ضمنهم الإعلاميين، داعيًا إياهم إلى لعب دورهم في تعزيز الفهم الصحيح للتصوف. 

كما شدد على ضرورة التمييز بين الفقيه الذي يسعى لتعليم الناس دينهم والدجال الذي يسعى لتضليلهم حيث يخلط البعض بين مصطلحي الفقية وهو الفكي والدجال والساحر كما تفضل الاستاذ عاصم عوض هذا هو ما يشاع عن مصطلح الفكي، بعدان قام بتوضيح وتغيير هذه المفاهيم المتداولة ،حثهم على تجنب نشر المعلومات المغلوطة التي قد تؤدي إلى  التشويش  في المجتمع.

تفاعل‭ ‬الحضور

لاقى حديث الشيخ محمد قريب الله اهتمامًا كبيرًا من قبل الحضور الذين كانوا يتابعون بشغف. 

فقد عبر عدد منهم عن رغبتهم في تطبيق مبادئ التسامح والعفو التي تناولها الشيخ، مؤكدين أن كلامه ألهمهم للبحث عن عمق الروحانية في حياتهم اليومية والتقرب إلى الله من خلال العمل بالقيم التي دعا إليها.

أثر‭ ‬الزيارة

اختتم الشيخ زيارته بدعوة الجميع للعمل معًا من أجل تعزيز روح التعاون والتآزر لبناء مجتمع أفضل. وقد تركت هذه الزيارة أثرًا إيجابيًا على الحضور، وأكدت على أهمية التواصل الدائم بين العلماء والجاليات، ودورهم في نشر الوعي والمبادئ السليمة.

حوار‭ ‬بين‭ ‬الثقافات

يُعتبر زيارة الشيخ محمد الشيخ حسن الفاتح قريب الله لبريستول حدثًا هامًا يعزز الحوار ولغة التسامح، حيث منحت الحضور فرصة لتفهم العمق الروحي للتصوف. وكانت أيضًا بمثابة دعوة لإعادة النظر في التصورات التقليدية والجامدة حول التصوف، مما يعكس الرسالة الحقيقية للتصوف.

التصوف يُعتبر من أهم الأبعاد الروحية التي تتجاوز الأطر التقليدية للعبادة، ويدعو إلى البحث عن معاني أعمق في الحياة. فالزيارة لم تكن مجرد حدث عابر، بل هي خطوة نحو توطيد أواصر المحبة بين أفراد المجتمع وتعزيز القيم الإنسانية الخالصة.

في نهاية المطاف، يجسد الشيخ محمد الشيخ حسن الفاتح قريب الله روح التصوف كدعوة للمحبة والسلام. وقد تركت الزيارة أثرًا إيجابيًا على الجميع، مما يدعو لتكرار مثل هذه الفعاليات لنشر المحبة والتسامح في مجتمعاتنا. 

كما برهن الشيخ على أن التصوف له القدرة على نشر السلام والتفاهم بين جميع الناس، مما يجعله قيمة مضافة في حياتنا المعاصرة. 

إن الحوار المثمر الذي حدث في هذه الزيارة يُعتبر مثالاً يُحتذى به لتعزيز التواصل بين الثقافات المختلفة، ويؤكد على أهمية دور العلماء في نشر الوعي والفهم الصحيح للقيم الروحية، كما قدم سكرتير الجالية الدعوة لزيارة في بريستول لاقامة صلاة العيد في دار الجالية وابدى الشيخ موافقته حال تواجده في المملكة المتحدة شاكرا الحضور على حسن الاستقبال والضيافة خاصة السيد الصادق الذي شارك مع اخرين لانجاح هذه الزيارة المباركة.

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *