رواية دائرة الابالسة (1-3): حكاية السارد العليم بمواطن طق الحنك

200
دائرة
Picture of عامر محمد أحمد حسين

عامر محمد أحمد حسين

مدخل..

• لم يعد خافياً ما للرواية من حضور في المشهد  الثقافي والادبي السوداني والعربي والعالمي وفي سلسلة  الحضور الكثيف في الساحة قرات في الشهور الاخيرة مصادفة او عن عمد من ناشرها  مقالات نقدية تناولت رواية» دائرة  الابالسة» للروائي والقاص «محمد الخير حامد» إجتهد نقاد في محاولات القراءة  و صنعت القراءات في النفس ماصنعت..

وسؤال النقد يطرق الباب بالحاح  «رواية» وديباجة فائزة بجائزة الطيب صالح  للابداع الروائى  « جائزة سودانية يرعاها مشكوراً مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي «  وقد كانت القراءات كلها متفقة حول ان السارد قد كشف الفساد والاستبداد والمحسوبية كأن مسالة» كشف حساب الفساد» هي حرب الكاتب بأسلحة الكتابة  ضد السلطة وهي سلطة معلومة بالضرورة لدى القارىء المحتمل والإشارة تكفي و القاسم المشترك بين المنخرط ،في تلك العوالم المالية وصراعاتها العدمية والناشط لتدوينها سردياً ، او بتوزيع  منشورات سرية او صحفية اورواية، وقبل سنوات السقوط للنظام تظهر   « نبوءة» الفارس اللسارد/ السارد « في حلبة الواقعية المتدنية القيمة فنياً، بان اللجام وفكه بدون استئذان بل بقرون استشعار للوقائع وتسجيلها – وكتابة  خواطر التاريخ الاجتماعي بنقل» المسطرة  لسد الذرائع حول سؤال التفكك السردي وحتى نصل بهدوء إلى مرحلة « الونسات الجانبية» – من «الونسة السودانية» وسؤال السرد غياب ومع الغياب يتحول الترهل إلى الثرثرة، بين الموظف والموظفة ودائرة الانتقام  في مؤسسة الثعالب  للعمل حيث تتصادم  النفوس داخلها  في حرب داحس المصالح وغبراء المصائر المجهولة « كله مبنى للمجهول ومعلوم للقارىء – سرد النهايات المحتومة بلا اي محاولة لمصير مختلف تنتظرة بعد انتهاء القراءة. و رحلة « الحفر – الحفر المضاد ، و»الحفر» هنا غير المصطلح المعلوم بالضرورة للباحث عن أثر وآثار ، بل نبش السيرة والمسيرة الحياتية والوظيفية و نشوة وشهوة المال والأعمال في  منتدى الفاقة العام وتطايب النفوس في المكتب وعلاقات عامة – تحسين صورة المنشأة – وكلام الحب والعشق،  والحقد وبذلك تكون المساحة والزمن سردياً في  تضييق حيز «المكان الطبيعي» إلى اضيق نطاق ومجال  بان تاخذ من المجتمع  ملامح ضئيلة لمكتب موظف وموظفة في شركة تحويلات مالية وتتحول إلى  ساحة تضليل وضآلةمضلة. وتدعي  الوصول الى نقطة كشف الفساد، والسلطة السياسية، والاقتصادية ،وصراعاتها  وتهتف « وجدتها وجدتها «  وتكتمل مسرودات الشخوص وثرثراتهم في المكان «الفسل» بديلاً مطمئناً للقراء بأن الفساد هنا، ونموذجه «ثرثرات» الموظفين والموظفات: و»قطيعتهم» غير المعرفية» وهذا  النموذج السردي بائس جداً وبعيد جدا عن تقنيات الكتابة السردية في عصرنا هذا  ولو انها كتبت قبل هذا العصر لقلنا هو عصر وادواته ، بمعنى ان القراءات «العشر» والقادمات ستقع  عليها المسؤولية بأن تضع الرواية والروائي في» مربع واحد» مع الطيب صالح – مربع اكتشاف حقل نفط في صحراء السرد الروائي السوداني اليتيم، في اعقاب رحيل الاب المؤسس ،والخلافة ،تحتم على الابناء بعد ديباجة الفوز بجائزة بأسم الطيب صالح للابداع الروائى وراثة مقعد «الأب» ولن تتحقق الامنية ،الإ بقراءات اكتشاف كوكب الفساد والاستبداد والمحسوبية الإنقاذية – نسبة لنظام الانقاذ الوطني – الرواية محدودة النظر في  واقعية فجة، لم تصل مرحلة النص المتجاوز للحالة السردية الراهنة في السودان والعالم العربي الكبير او النص الكامل سردا وخطاباً .قبل سنوات بدات حمى السرد، والقصص او كما وصفها الروائي الجزائري النابه دكتور «صديق الزيواني» بازدحام المناكب وهو ازدحام.يشمل الكتابة والنشر وقائمة طويلة من الكتبة ، والحوامة السردية: بين السجون والحبيبات والاكاذيب الملونة ومقاومة الاستبداد،.بقتل الروح لمقاومة «الطغيان: واستمرت الحمى، والهياج السردي وبعد ان طفح الكيل  استوت عند البعض من النقاد كتابة  «التبر والتراب» واصبحت» الطبطبة» مقياس القراءة، والكتابة الفنية، بمعنى تحول الادوات النقدية الى حالة مرهقة من الثبات ،اي  ثبات القالب.واللغة المكررة والمكرورة  والتغني بالعبقري والرواية العبقرية والمثال « عبقري الرواية العربية «   وكبرت الحكاية فتحولت معركة الكتابة لمعركة خلافة العبقري» الطيب صالح» ولعنة السقف. 

والسقف: غطاء البيت وهو اعلاه  المقابل لأرضه وهو السماء والجمع : سقوف .السقوف في سباق ضاحية السرد ، تحرسه الزوابع ، وتغيب عين النقد، في النظر الى السقف المسقوف من اجل تحطيم سقف الاب  المؤسس المصنوع من» جريد النخل» في» كرمكول»..السهولة والاستسهال في خلافة» الطيب «وسقفه ، تفكير بسيط وساذج .و»الطيب صالح « لم يكتب من اجل ان  يصبح سقفاً، او عمود إنارة  في شارع مظلم وإن اصبح كل ذلك سقف وعمود إنارة ،وتنوير واستنارة..من يريد الخلافة يحتاج الى الظاهر من السرد واللغة والباطن والقياس الصحيح هو الباطن والتاويل والمؤول..انسوا السقف واقيموا سقوفكم الخاصة ،وكل بيت للسرد ليس هو البيت للشعر ، وفي الشعر تغرقك العاطفة وفي السرد تبحر وحيداً في المجتمع ظاهره وباطنه ومتونه وحواشيه سره واسراره ، وثقافته وسخافته، علمه وجهله ،وكباره وجهاله، لاتكتفي بان تنظر من الشباك، وترسم من خيال غائب صورة واقعية تتخيلها، وكما قال محمود درويش  « الواقعي هو الخيالي الاكيد «وفي كل قرن لو انجب السودان روائيا واحدا ،في قامة» الطيب صالح «لكفاه ،والسودان في» قرن الطيب صالح: ظهر في ساحته  كتاب حفروا في الصخر وكتبوا واصبحوا  علامات.، ولم يكن لهؤلاء هوس بخلافة عبقري الرواية او هوس الترويج لمشروع خلافة او ان السقف في» علو المسافة قريب» وتكفيه حملة «علاقات عامة نقدية».

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *