
صلاح الأحمدي
كاتب صحفي
• الرئيس يشرع في اختيار اتفاق على رأي استنباط قرار مبني على سير المناقشة، فيقول.. الآن دعنا نرى هل اتفقنا على شيء؟ هل توافقون على أن يكون موقفنا كذا وكيت؟ فإذا لم يرضَ المجلس كله على مشروع القرار.. فإن مثل هذا الإجراء يساعد على تباين درجة الموافقة وطبيعة أوجه الخلاف الباقية.. وثمة طريقة أخرى لجس النبض بالنسبة للموافقة؛ كأن يقول الرئيس ليست هذه عملية أخذ رأي، فإنها لا تحتم شيئاً، ولكن لمجرد الاسترشاد في هذه المرحلة من المناقشة، كم منكم يوافقون على القرار الأول، وكم يوافقون على القرار الثاني، وكم عدد الذين لا يستقرون على رأي. بعد مثل هذا الإجراء يحفز الجماعة إلى اتخاذ قرار.
الرئيس الكيّس هو الذي يهتم بالانتقال إلى موضوع آخر، إذا ما رأى أن مناقشة الموضوع الأول غير مجدية.. وأن يحاول تجنب الطريقة البرلمانية، حتى تعرف الجماعة ماذا تريد أن تعمل، فإن الإجراءات والقرارات الصارمة لم تخطط لمثل الاجتماعات الفردية كجلسات بعض أعضاء مجلس الإدارة، لأن عملية اتخاذ قرار إجرائي أول ثم ثانٍ قبل المناقشة تشيع الارتباك كثيراً في مجالس الأندية الرياضية، وقد تنتهي بهم إلى العزوف عن اتخاذ القرار الذي يرونه. فكثيراً ما يطلب الرئيس إلى أعضاء المجلس الإمساك عن اتخاذ قرار إجرائي قبل استطلاع الفكرة، فيقول مثلاً عندما تزيد معرفتنا بما نريد، يسهل علينا وضع إطار القرار،
وأن يعمل على إسهام كل عضو في المناقشة؛ وخاصة المعروفين بقلة الكلام، أو إبقاء الرأي.
صحيح أنه ليس من الضروري أن يتحدث أي عضو في كل موضوع، إلا أن الرئيس يستطيع بين حين وآخر أن يسأل واحداً ممن عرفوا بالصمت.. قائلاً: إنك لم تُدلِ برأيك، ماذا ترى؟ فإذا لم يعبر عن رأيه بالكلام، فإنه يسهل على الرئيس أن يكشف عن رأيه بما يبدو على وجهه من تجهم وعبوس أو قلق؛ ومن ثم يجب على الرئيس أن يستوثق من أن هؤلاء المعارضين قد أجبروا أو أعطوا فرصة لإبداء الأسباب.
أن يحاول تجنب اتخاذ قرار عندما ينقسم الرأي، فإذا لاحظ أن هناك انقساماً متعادلاً في الرأي على موضوع حساس، فمن الخير تأجيل اتخاذ قرار بشأنه، على أن يواصل المجلس المناقشة فى اجتماع قادم، فإذا لم تتيسر الفرصة لذلك، تتكون لجنة تتمثل فيها وجهتا النظر، تعمل على الوصول إلى حلٍّ مقبول.
أن يلخص محضر الاجتماع عند قفل المناقشة، كأن يقول الرئيس: يبدو أننا اتفقنا على كذا وكيت، أو يقول قراره مع الضمانات الآتية: إنه من الخير أن تعمل كذا وكيت، أو يقول وصلنا إلى النقطة التي تعادلت فيها الأصوات بالنسبة لوجهة النظر الفلانية، ولكن لا تزال هناك خلافات في وجهات نظر تتعلق بكذا.
دور الرئيس في اجتماعات اللجنة
الحضور الرسمي بحكم منصبه في جميع لجان المجلس، ينبغي أن يحضر رئيس المجلس اجتماعات اللجان كلما أتيحت له الفرصة، وبهذا يمكنه معرفة سير الأمور في اللجان، فضلاً عن التقدير الذي تكنه اللجنة للرئيس بسبب حضوره. مع ذلك فعلى رئيس مجلس الإدارة أن يلتزم بدقة دور الزائر في أثناء حضوره، فلا يطغى على مكان رئيس اللجنة، أو يلغي وجوده، وأنه لما يضعف اللجان أن يحضر رئيس المجلس اجتماعاتها ليحل المشكلة، أو يصدر قراراً، ولكن فائدة حضوره كزائر تتحقق في مدى استطاعته بث روح العمل المثمرة في اللجنة.
شارك المقال