جعفر الفاضل الدهمشي

د. جعفر الفاضل الدهمشي

كاتب صحفي

• بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي جعل القلوب أوعيةً للإيمان، وفتح لها أبواباً متعددة لتتزكى وتسمو، والصلاة والسلام على من زكّى النفوس، وعلّمها طريق الوصول.

في هذه الحلقة من سلسلة (الطريق إلى الله)، نواصل الحديث عن أبواب التزكية، وقد تناولنا في الحلقة الأولى عشرة أبواب، وسنستكمل اليوم عشرة أخرى، على أن نواصل في الحلقتين الثالثة والرابعة بإذن الله، حتى نتمّ الأربعين باباً التي تهدي القلوب إلى ربها.

(11) باب التوكل:

التوكل هو اعتماد القلب على الله، مع بذل الأسباب، من توكل عليه بصدق، كفاه، وهداه، وطمأن قلبه، وجعل له من كل همّ فرجاً.

(12) باب الرضا:

الرضا هو طمأنينة القلب بقضاء الله، من رضي بما قسم الله له، سعد، وارتاح، وارتقى، وكان من أهل التسليم الذين لا يضطربون في البلاء ولا النعم.

(13) باب الاستقامة:

الاستقامة هي الثبات على الحق، من استقام على أمر الله، أحبّه الله، وبارك في عمره، وجعل له نوراً في طريقه، وطمأنينة في قلبه.

(14) باب الحياء:

الحياء خلق رفيع، من استحيا من الله، اجتنب المعاصي، وراقب نفسه، وارتقى في درجات الإيمان، وكان حياؤه سبباً في حفظه من الزلل.

(15) باب الورع:

الورع هو ترك ما يُريب، من تورّع عن الشبهات، سلم دينه، ونقِي قلبه، وكان من أهل البصيرة الذين يفرّون من مواطن الفتنة والضعف.

(16) باب الزهد:

الزهد ليس ترك الدنيا، بل ترك التعلق بها، من زهد في ما عند الناس، أحبّه الله، وأغناه، وجعل له في قلبه غنى لا يُقارن بالمال.

(17) باب التفكر:

التفكر يحيي القلب، ويوقظ العقل، من تفكر في خلق الله، عظّمه، وخشع له، وازداد إيماناً، وكان من أهل التدبر الذين يرون بنور البصيرة.

(18) باب القناعة:

القناعة كنز لا يفنى، من قنع بما رزقه الله، عاش مطمئناً، ورضي، وشكر، وكان من أهل السكينة الذين لا يلهثون خلف الدنيا وزخرفها.

(19) باب كظم الغيظ:

كظم الغيظ قوة نفسية، من كظم غيظه وهو قادر، عظّمه الله، وأثابه، ورفع قدره، وكان من أهل الحلم الذين يعفون ويصفحون عن الناس.

(20) باب حسن الظن بالله:

حسن الظن بالله يفتح أبواب الرجاء، من أحسن الظن بربه، نال الخير، واطمأن قلبه، وكان من أهل الثقة الذين لا ييأسون من رحمة الله.

ختامة:

أيها السائر إلى الله، لا تستصغر باباً من هذه الأبواب، فربّ بابٍ واحدٍ فتح لك طريقاً لا يُغلق، وربّ عملٍ خالصٍ رفعك إلى مقامات الأولياء. اجعل قلبك حاضراً، ونفسك متطلعة، ونيتك صادقة، فإن الله لا يضيع من أقبل عليه، ولا يرد من طرق بابه.

اللهم اجعلنا من أهل التوكل والرضا، ومن أهل الورع والزهد، ومن أهل التفكر والقناعة، ومن الذين يحسنون الظن بك، ويكظمون الغيظ، ويستقيمون على أمرك.  وبالله التوفيق.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *