ملكة الفاضل

ملكة الفاضل

كاتبة وروائية

• ما في حاجة محيراني في الآونة الأخيرة مثل حنة ابن رئيس وزراء الكيان الصهيوني التي أثارت الكثير من الجدل في الكيان والوسائط   مؤخرا.  مثار الجدل أن شباب الكيان يموتون  في الحرب واهلهم يتظاهرون مطالبين بعودة أولادهم من أسر المقاومة في غزة ورئيسهم يحتفل  في حنة ولده وعروسه  التي تنحدر من اصول مغربية ربما تكون حنة العرسان من اهم العادات فيها.

  ما اثار الدهشة أن في هذا الكيان الذي أصبح العالم ذات يوم ووجده مغروسا في خارطة  لم يكن ضمن ضمن مكوناتها من قبل ، يوجد من يمارس فيه طقوس الحناء للعروس او العريس مثل (ود نتنياهو) الذي لم يتأخر والده عن حضور حنته   رغم الحرب القاسية التي يروح ضحيتها شباب من الجانبين في مثل عمر العريس او اصغر او اكبر. 

ومن حق ابو العريس حضور حنة ابنه رغم حروبه متعددة الاتجاهات ومن حقه ان يفرح بابنه كما ينبغي  ويؤكد على فرحته بحضوره  ومن حق كل أمهات وآباء الشباب الآخرين أن تخالجهم نفس المشاعر وبالطبع من حق الجنود من الجنسين في الكيان أن تكون لهم حنة وفرحة بالحنة او الحناء .فهم أيضا يستحقون الفرح ولكن ليس على ما صوره  لهم قادتهم واسلافهم ان الفرح قرين المجد لا يتحقق إلا بقتل الآخر وحرمانه من حقه في الحياة وافراحها. 

وعودة للحناء أو الحنة التي تعتبرها العديد من الشعوب انها مجرد تاتو  ويراها الكثيرون في عالمنا المازوم انها «خضاب النساء « كما تعرفها المجتمعات من السودان إلى اسوان  إلى باكستان. وربما تكون هناك بحوث ود أسأت  عن الحناء وليلة الحنة وقعدة الحنة للعر وس وصديقاتها وعجائز الاسرة واخرى للعريس واصحابه وشباب الأسرة  وحسب الظروف والأمزجة تكون ثياب العريس او العروسة ويغلب اللون الأحمر أوالأخضر. و اظن ثياب حنة (ود نتنياهو ) كانت الغلبة للون الأبيض..

  وكلمة حنة او حناء توحي لك بالحنية والمحنة وتثير في خاطرك ألف سؤال وسؤال عند ظهور  أبو العريس مرتاحا ومبتهجا في حنة ولده بينما العالم بأسره يشاهد مسلسل الصمت والاجتثاث حيث بيوت تتهاوى ومبان تقتلع واجساد تتطاير وصغيرة لا تعرف أين راحت ذراعها وصغير قذفت بأبيه القاذفات إلى حيث لا عودة وقذفت به هو إلى سقف بيت لا يعرف عنه شيئا. الحزن يغلف كل الوجوه ومن يتبسم سوى من يحسب ارباحه ؟ولا خسائر مادية لمن يبيع في سوق السلاح  . 

عودة إلى ليلة الحنة التي أثارت الجدل وحركت سوق (الشمارات) في الوسائط  الاجتماعية وغيرها يبدو أن الحياة تسير بكل عنفها ويبدو أن العالم أيضا يسير بكل تناقضاته وليس بعيدا أن يغدو ويبدو كل ما يثير الدهشة في حكم المعتاد  وأنه لا شيء يثير الحيرة.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *