
د. خالد مصطفى إسماعيل
كاتب صحفي
• الشاعر عوض أحمد خليفة ذلك الأمدرماني ابن الموردة، ذو الأصول الجنوب كردفانية، ابن مملكة تقلي (مملكة الحب والجمال).
ونحن لا نذكره هنا بانتمائه نتيجة لعنصرية أو جهوية منا، أو تقليلاً من قوميته، فهو ابن السودان البار، وهو شاعره الغنائي المرهف، وابن القوات المسلحة السودانية الحنين، كتب الشعر الغنائي فادهش غناؤه الجميع، عسكري بطباع مختلفة، أو مخالفة لطباع العسكريين، أو لانطباع الناس عنهم وعن صرامتهم.
زول (وجدانه عامر بالحنية)، وقلبه مليان و (مستف) بالجمال.
ما لا يعرفه كثير من الناس عن عوض أحمد خليفة، فهو تنحدر أصوله من جنوب كردفان، من مملكة تقلي ذات الصيت الواسع، التي شغلت الناس زماناً، وأعطت إلى هذا السودان ولم تستبقِ شيئاً دون منٍّ أو أذى، أو حتى انتظار مقابل، أعطت في كل المجالات، ولكن وفي هذه اللحظة آن الأوان لنحكي عن واحد من أبنائها الشعراء، الذين أبدعوا في الشعر الغنائي، فأثروا الأغنية السودانية، وأثروا الوجدان السوداني، ورفدوا الساحة الفنية بأروع الأغنيات.
الشاعر عوض أحمد خليفة اسم يتردد دائماً عندما نسمع الجميل من الأغنيات، تعاون مع كثير من الفنانين، نجده طرّز مع عثمان حسين أجمل الأغاني وأروع الألحان، فخرجت بحنجرة عثمان حسين العبقرية أغنيات من ذهب..
فحين تسمع:
يا ربيع الدنيا.. في عيني
يا نور قلبي يا معنى الجمال
يا أخت روحي يا أماني هواي
في دنيا.. الخيال
أنا فيك عشقت الروعة
ما أحلاها في الدل والدلال
والمعاني الراسمة نور
إشراقة في عينيك ظلال
وابتسامتك لما تأسر قلبي
تحكي عن المحال
تحكي عن شوقك إليّ
وتحكي عن بعد الوصال
وحين تسمع..
عُشرة الأيام ما بصح تنساها
كأنه ما حبيتك وكأنه ما عشناها
وضمانا أحلى غرام
ليه فجأة دون أسباب
من غير عتاب أو لوم
اخترت غيري صحاب
وأصبحت قاسي ظلوم
وحين تسمع:
دايماً أطيب خاطرك الغالي
وأسامحك لو نسيت
ودعت من يهواه قلبي
يقربك مهما نأيت
كم مرة كم حاول يفرق بينا
حاسد أو عزول
كم مرة قالوا جنيت علي
بدلت ضو أيامي ليل
لكني يا نور العذاب
أنا ما بغير حبي قول
تلقاني دايماً فى رجاك
تلقاني فى حبك أصون
تعرف أن هذه الكلمات العذبة الرقيقة لشاعرنا الجميل عوض أحمد خليفة.
ونجده مع الفنان زيدان إبراهيم ينسج أغاني بلون مختلف..
في بعدك يا غالي
أضناني الألم
وعشت مع الليالي
لا حب لا نغم
وين يا نور عيوني
كم طولنا كم
،،،
لا تسأل مشاعرك
ليه عيني بكن
يوم ودعني حسنك
ولازمني الشجن
باكر يا حبيبي
يعلمك الزمن
ليه دنيا المحبة
للأحباب وطن
ومع الفنان الكابلي
يا أغلى من عيني
وأحلى من ابتسامي
وأحنَّ من المحنة
في رقة سلامي
مكتوب في جبيني
غرامك وانت عارفو
باين في كلامي
وفي عيني شايفو
قلبي دعاه حبك
ما بقدر يخالفو
لكن بعادك طال
بعادك طال
ومع الفنان عبد العزيز محمد داؤود
يا أحلى الحبايب
يا حبي النبيل
ليه تنساه ريدك
وحبك لي قبيل
ومع أبو عركي البخيت:
لو كنت ناكر للهوى زيك
كنت غفرت ليك
كل العذاب العشته في حبك
وكنت حبيت عليك.
هذا على سبيل المثال وليس الحصر.
فإذا كان السودانيون قد عرفوا الشاعر الغنائي عبد المنعم عبد الحي ذا الأصول من جنوب السودان، الذي أثرى الساحة الغنائية السودانية بأغنياته الفريدة.
فهذا شاعر غنائي آخر تعود أصوله إلى جبال النوبة، إلى تقلي، وهو الآخر له نصيب الأسد من الأغنيات عمنا الراحل عوض أحمد خليفة، وإذا أضفنا لهم الشعراء أبو آمنة حامد والحلنقي وغيرهما من شعراء الشرق الغنائين، وغيرهم من الشعراء من بقية اتجاهات السودان المختلفة، الذين لا يسع المجال لذكرهم، فهذا يؤكد حقيقة واحدة، يؤكد ما يقوله الناس دائماً إن الوجدان السوداني مشترك، رغم الحاصل والبحصل، مما يجعل نظرية الهامش والمركز في حيرة وعجز عن تفسير هذا الذي يحدث. فقد نجح المثقفون والشعراء والفنانون فيما فشل فيه السياسيون، نجحوا في توحيد الوجدان السوداني..
شارك المقال