• التحية لأبطال القوات المسلحة ولكل من حمل على عاتقه واجب الدفاع عن تراب هذا البلد. هم الذين خرجوا بضمير حي يواجهون الخطر بقلوب ثابتة وأرواح مؤمنة بأن الوطن يستحق الحياة.
يواجهون القواسي في المحاور والمواقع وهم يدركون أن البقاء الحر يتطلب ثمناً غالياً، وأن الشرف في أن تصان الأرض وتبقى رايتها مرفوعة.
في الفاشر وبارا وسواهما، يسطر الرجال فصولاً جديدة من البسالة. يقاتلون بثقة العارفين بأن المصير الوطني فوق المساومات، والمليشيا التي تعبث وتقتل وتنهب محرومة من موطئ في أرض تحفظ أبناءها بالكرامة.
هذه الحرب كشفت المعدن الأصيل لأبناء السودان حين التفوا حول جيشهم، يمدونه بالدعاء والمؤازرة، ويجعلون من الصبر درعاً ومن الإيمان سلاحاً.
أقف بإجلال أمام الشهداء الذين ارتقوا إلى السماء وتركوا خلفهم سيراً خالدة في وجدان الوطن. الرحمة لملازم أول طبيب محسن تاج الدين، وملازم أول تقني تمريض عبدالله بدري، والعقيد أحمد حسين مصطفى أدروب، ولشهداء آخرين ارتقوا في الميدان حاملين إيمانهم الراسخ وواجبهم النبيل. جميعهم تضيء أسماؤهم صفحات الوطن بالبطولة، وتعلّمنا أن الفداء قيمة أبدية تسكن وجدان كل من عرف معنى الانتماء.
أسأل الله الصبر لهم والسكينة، والعزاء في أن دماء الأبرياء ستثمر يوماً عافية وسلاماً، وأن هذا الوطن مهما تألم سيعود إلى روحه الأولى.
المعركة الآن تمتد في الضمير الجمعي الذي يرفض الانحناء. الوعي هو سلاح المرحلة، والإرادة هي النصر الحقيقي.
سيكتب التاريخ من جديد أن السودان بلدٌ عصيٌّ على الانكسار، وأن أبناءه حين تختبر المواقف يثبتون متمسكين بالوطن وبالقضية.
رحم الله شهداء الوطن، وجعل مثواهم الفردوس الأعلى، وأثاب المجاهدين الصادقين جزاءً حسناً على صبرهم وثباتهم. نصر من الله وفتح قريب، الأرض تعرف أهلها والسودان باقٍ، مرفوع الرأس بإيمانه وأبنائه.