


أصبح من الضروري إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لاستيعاب فائض الجنود من حركات الكفاح المسلح والكتائب والمليشيات المختلفة.
يأتي مفهوم «الجيش الأخضر» كحل استراتيجي يتجاوز الأطر العسكرية إلى مشاريع التنمية الزراعية والحيوانية والإنتاجية والصناعية بمختلف انواعها.
حيث يتم تحويل طاقة هؤلاء الأفراد من طاقة صراع إلى طاقة إنتاج وبناء.
هذه الخطوة تأتي بعد استيعاب من تنطبق عليهم شروط وضوابط القوات النظامية وفق الآليات العسكرية المتبعة وهو شأن يتم وفق ترتيبات محددة تخضع لتقييم ومراجعة الأجهزة العسكرية والأمنية.
أما من لم يتم دمجهم في القوات النظامية فيجدون في الجيش الأخضر منصة للاستقرار والإنتاج والإسهام في تنمية الوطن.

مبادرة «نحو إسكات صوت البنادق» لحركة السودان الأخضر
في إطار سعيها لتحقيق التغيير الإيجابي الإنسيابي الأخضر.
أطلقت حركة السودان الأخضر مبادرة تحت شعار «نحو إسكات صوت البنادق» والتي تتمحور حول استيعاب الجنود المُسرحين في مشاريع زراعية وإنتاج حيواني وحرفية وبناء قرى نموذجية لهم.
تهدف هذه المبادرة إلى تحويل هؤلاء الأفراد إلى قوة إنتاجية فعّالة تُعرف بـ»الجيش الأخضر» من خلال تبني أساليب إبداعية في الإنتاج والتنمية. إذ تتبنى الحركة شعاراً ملهماً يعكس جوهر رسالتها وهو «بدل البندقية طورية وبدل الدانة تقانة» في إشارة إلى تحويل أدوات الحرب إلى أدوات بناء وإنتاج والاستعاضة عن الدمار بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة التي تدفع عجلة التنمية في كل مناحيها الزراعية والحيوانية والإنتاجية والصناعية.
القرى النموذجية الخضراء: رؤية حركة السودان الأخضر
أحد أبرز برامج حركة السودان الأخضر هو مشروع القرى النموذجية الخضراء الذي يهدف إلى استيعاب ودمج الجنود المُسرحين وأسرهم في مجتمعات منتجة ومستدامة.
هذه القرى تعد نموذجاً للتكامل بين التنمية الزراعية والحيوانية والحرفية والصناعية وتوفر بيئة متكاملة تسهم في بناء مجتمع متوازن ومستقر.
من النزاعات إلى الشراكات التنمية المستدامة مدخل للوحدة المجتمعية
مكونات القرى النموذجية الخضراء:
1. مشاريع زراعية وحيوانية:
تشمل « الزراعة المنزلية» وكذلك إنتاج المحاصيل الزراعية، تربية الماشية، والدواجن وصيد الأسماك ومزارعها لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.
2. تنمية الحرف والمهن:
توفير ورش صناعية ومراكز تدريب فني لاستيعاب كافة المسرحين وأفراد أسرهم في برامج تنموية متنوعة.
3. مدارس إبداعية خضراء وصناعية ومراكز تدريب :
تأسيس مدارس لتعليم بمختل انواعه والحرف والصناعات المختلفة لضمان اكتساب المهارات التقنية اللازمة للإنتاج لأبناء المُسرحين.
4. أنشطة نسوية إبداعية:
دعم النساء عبر ورش تعليمية للخياطة، صناعة الغذاء المحلي، والحرف اليدوية والصناعات الثقافية لتأمين دخل مستدام للأسر.
5. خدمات مجتمعية متكاملة:
توفير مرافق تعليمية بمختلف المراحل، منشأت صحية، وترفيهية لضمان حياة مستقرة وكريمة للسكان.
6. برامج توعية بيئية:
تشجيع الممارسات الزراعية المستدامة وحماية البيئة من خلال مشاريع التشجير وإدارة الموارد الطبيعية بكفاءة.
نحو إسكات صوت البنادق: بدل البندقية (طورية)

دور التنمية المستدامة في إسكات صوت البنادق وتعزيز الأمن القومي السوداني
التنمية المستدامة تُمثل أساسًا لإعادة بناء المجتمعات المتضررة من النزاعات، حيث تهدف إلى تحقيق توازن بين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
حيث توفر فرص عمل مستدامة وتُسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات المتأثرة بالصراع. وتبرز أهميتها في المحاور التالية:
1. المساهمة في الأمن القومي السوداني:
تُعد التنمية الزراعية والحيوانية من الركائز الأساسية للأمن القومي السوداني.
توفير الغذاء محلياً يساهم في تقليل الاعتماد على الواردات وتقليص الهشاشة الاقتصادية في وجه الأزمات العالمية.
كما أن تحويل المقاتلين السابقين إلى منتجين يسهم في تعزيز الأمن الداخلي، حيث يُصبح هؤلاء الأفراد جزءاً من منظومة التنمية بدلًا من أن يكونوا عامل اضطراب أمني بعد تسريحهم.
2. تحقيق الأمن الغذائي:
إنتاج المحاصيل وتربية الثروة الحيوانية يُساعد في تحقيق الاكتفاء الذاتي الوطني، وهو أحد أعمدة السيادة الغذائية.
تعزيز الإنتاج المحلي يقلل من تأثير التقلبات العالمية على الإمدادات الغذائية ويُحقق استقراراً اقتصادياً طويل الأجل.
3. الحد من النزاعات المجتمعية:
استيعاب الجنود السابقين في مشاريع إنتاجية زراعية وحيوانية يسهم في تحقيق العدالة الاقتصادية وتقليل التوترات المجتمعية مما يدعم السلام والاستقرار في السودان.
4. تحويل الطاقة القتالية إلى طاقة إنتاجية:
تدريب المقاتلين السابقين وتأهيلهم للعمل في الزراعة وتربية الثروة الحيوانية والسمكية والحرف المختلفة يساعد في إدماجهم داخل المجتمع كمنتجين ومساهمين في الاقتصاد الوطني وهو خطوة استراتيجية لتحقيق الاستقرار الشامل.
5. تعزيز الاستدامة البيئية:
من خلال مشاريع التشجير ومكافحة التصحر يمكن تحسين البيئة المحلية وتقليل الآثار السلبية للنزاعات مما يُعزز من الاستدامة البيئية ويدعم الأمن المائي والزراعي.
6. تحقيق إنتاجية مستدامة:
من خلال تطبيق تقنيات زراعية حديثة مثل الري الذكي واستخدام الأسمدة العضوية لضمان استمرارية الإنتاج.
7. تحسين جودة الحياة:
توفير بنية تحتية متكاملة تشمل مرافق تعليمية، صحية، وخدمات اجتماعية يُساهم في تعزيز الاستقرار المجتمعي.

رؤية حركة السودان الأخضر للمصالحة المجتمعية القاعدية الشاملة
تدعو حركة السودان الأخضر إلى مصالحة مجتمعية قاعدية شاملة لا تسقط العدالة والحقوق ولا تتعايش مع الفساد، بل تزدهر وتنمو في ظل الدولة المدنية الديمقراطية.
وتؤكد الحركة على ضرورة التسامح المجتمعي والتسامي فوق الجراح، مع التركيز على بناء مستقبل مشترك وفق عقد إجتماعي جديد.
تشدد الحركة على أن المصالحة ليست المعني بها المليشيات أو الأحزاب فحسب ، بل كل السودانيين بمختلف فئاتهم وقطاعاتهم.
إنها قاعدية شعبية وليست بين الصفوة والنخب لأن المصالحة القاعدية الشعبية هي التي تبقى وتدوم، بخلاف المصالحات الفوقية بين النخب التي غالباً ما تكون قابلة للانهيار.

دور المصالحة المجتمعية القاعدية الشاملة في تحقيق التنمية والسلام
لا يمكن فصل التنمية الزراعية والحيوانية عن المصالحة المجتمعية، حيث يُعتبر تحقيق السلام والتنمية وجهين لعملة واحدة.
تسهم المصالحة المجتمعية القاعدية في بناء الثقة وتعزيز التماسك الاجتماعي عبر الخطوات التالية:
1. الحوار المجتمعي:
فتح قنوات للحوار بين المكونات المجتمعية المختلفة لمعالجة جذور النزاعات وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي.
2. التمكين الاقتصادي:
دعم المشاريع التنموية التي تشمل جميع أطياف المجتمع دون تمييز يُسهم في تحقيق العدالة الاقتصادية وتقليل التوترات.
3. إعادة بناء الثقة:
تنفيذ مشاريع تنموية مشتركة تجمع بين المقاتلين السابقين وأفراد المجتمع يعزز من الشعور بالانتماء والمسؤولية المشتركة.
4. التنمية المتكاملة:
الجمع بين التنمية الزراعية والحيوانية، التعليم، والصحة يعزز من استقرار المجتمعات ويوفر بيئة مواتية للسلام.
5. بناء قرى نموذجية شاملة:
تأسيس مجتمعات متكاملة توفر سكنًا، تعليمًا، وخدمات صحية تسهم في استقرار الأفراد وتحقيق التنمية المستدامة.
نحو سودان أخضر ومستدام
الجيش الأخضر ليس مجرد مشروع تنموي، بل هو رؤية شاملة تسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار عبر التنمية الزراعية والحيوانية.
تبني السودان لهذه الرؤية يُمكنه من التحول إلى نموذج عالمي في تحقيق التنمية المستدامة وإسكات صوت البنادق إلى الأبد.
الوعد والمُنى:
في ختام هذا النداء لا يسعنا إلا أن نرفع أصواتنا معاً مُلبين «عشانك يا سودان» بدعوة من القلب إلى القلب عبر حركة السودان الأخضر التي تحمل في طياتها أملاً وصدقاً.
هذه دعوة تنبع من عمق الجراحات التي خلفتها الأيام لكننا ندعوكم جميعاً ، رجالًا ونساءً، أن نسمو فوقها.
وأن نتواضع من أجل بناء سودان أخضر مزدهر ، معافى من كل آلامه.
مع عزيمة الرجال والنساء في كل مؤسساته المدنية والعسكرية نلتف حول كلمة سواء وهي «مصلحة الوطن أولاً وأخيراً «.
نمد يداً بيضاء لكل المبادرات، والكيانات المدنية والاحزاب وكل مؤسسات الدولة ومن قبلهم الشعب السوداني الصابر المحتسب إننا نريد أن نحقق معاً هذه الرؤية، وكل الرؤى الخضراء التي تلمس قلب كل سوداني.
لن تكون هذه الرؤية مجرد حُلّم بعيد بل هي وعد بأن يشرق صباح السودان الأخضر الجديد.
صباح يزدهر فيه الأمل وتزدهر فيه الأرض، ويتوحد فيه الشعب، ليكتب فصولاً جديدة من العزة والكرامة ، المحبة والسلام.