البروف سعد يوسف عبيد يكتب لـ (فويس): النكبة (10)

57
الدعم السريع
Picture of أ. د.  سعد يوسف عبيد

أ. د. سعد يوسف عبيد

الحلقة العاشرة

• ( المخلوق المرعب) •

• خرجت من المنزل بذات الذهن الشارد متوجهاً نحو شارع الأسفلت.. وقبل أن أضع قدمي على الأسفلت سمعت صيحات عالية بلغة لا أعرفها لكنني فهمت أن صاحبها يأمرني بالتوقف .. وقفت في مكاني ثم التفت ببطء نحو مصدر الصوت فوجدته متحركاً نحوي شاهراً سلاحه.. 

 كان بالفعل مخلوقاً مرعباً يرتدى الكثير من الملابس يخلط فيها بين الأزياء البلدية والإفرنجية و كلها شديدة الاتساخ .. دارعاً حول رقبته شريطان من أشرطة الرصاص يتقاطعان عند بطنه و مطوقاً خصره بسلسلة من التمائم والأحجبة .. رفعت رأسي لأرى وجهه فكان لون الوجه كلون (الكدمول ) فلم أميز من ملامحه سوى عينين حمراوين ..

وقف في مواجهتي ووجه سلاحه نحو جبهتي ثم وجه إلي سؤالاً لم أميز كلماته لكنني قلت له أنني أسكن في ذلك البيت وأشرت بيدي نحو بيتي .. ثم بدأ يصيح في وجهي والرزاز يتطاير من فمه .. لم أفهم كلمة واحدة من ما كان يتفوه به ذلك المخلوق ، بل لم أتمكن من التعرف على اللغة التي يخاطبني بها .. ظللت جامداً أحدق فيه .. صمت لفترة قصيرة ثم قذف في وجهي بكلمة واحدة نطقها في صيغة الأمر .. ثم كررها عدة مرات مشيراً بيده نحو بيتي ففهمت أنه يأمرني بالعودة .. حمدت الله و أسرعت في العودة و لم التفت إلا بعد أن بلغت باب البيت ..  لم أدخل البيت و جلست على كرسي أمام الباب .. كنت أتلفت يمنة ويسرى أتأمل الشارع الخالي .. لقد تأخر جلسائي في الوصول .. كنت وحدي مشتت الأفكار لا يكاد ذهني يستقر على موضوع أقلبه في ذهني وأصل فيه إلى حل .

و أنا في تلك الحالة من التوتر والقلق ظهر لي من على البعد شخص قادم في اتجاهي .. اعتقدت أنه من سكان الحي .. كان نظيفاً مرتب الثياب المكونة من بنطال وقميص ولا يعتمر شيئاً على رأسه .. و عندما اقترب مني لاحظت أنه كان يدرع سلاحه على كتفه .. وقف على مسافة مني و صاح في لهجة فصيحة :

يا زول إنت قاعد هنا تعمل شنو ؟

ده بيتنا

قاعد برة ليه؟

الكهربا قاطعة

الكهربا ؟ ولا عاوز توصل المعلومات لي ناس الاستخبارات؟

( هنا بدأت أرتاب  في أسئلته )  الكهربا والموية الإتنين قاطعات ليهم كم يوم

الكراسي دي خاتيها لي منو؟

لي ناس الحلة

ناس الحلة ولا ناس الجيش

ناس الحلة

الساكن معاك منو؟

ولدي

ولدك ؟

أيوة 

مشى وين ؟

ما عارف لكن بكون مشى مع أولاد الحلة يفتشو رغيف

أقيف على طولك 

 وقفت فرفع سلاحه و فك تأمينه .. إقترب مني ودار حولي ثم  ألصق فوهة السلاح على مؤخرة رأسي 

و..نواصل

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *