
حمدي عباس إبراهيم
مستشار اقتصاد زراعي
• هنالك الكثير من المجهودات المبذولة حالياً لوضع خطط وبرامج لإعادة تعمير القطاع الاقتصادي، والذي من أهم ركائزه القطاع الزراعي. المشاريع الزراعية المروية أصابها الكثير من الدمار في البنيات الأساسية والتدهور في الإنتاجية، نتيجة لعوامل شتى قديمة وحديثة، مثل الحرب.
لذلك نقدم ملامح لخارطة طريق لإعادة تعمير مشروع الرهد الزراعي، لعلها تصلح لدراسات أكثر تفيصلاً للتنفيذ حسب المقدرات والأولويات في هذه المرحلة بعد الحرب.
سبق طرح بعض نقاط هذه الخارطة للحوار، ولكن لم تجد الاهتمام والأولوية المطلوبة للبرمجة والتنفيذ.
1) تأهيل للبنيات الأساسية، شاملاً محطة طلمبات مينا، وسايفون الدندر، وخزان أبو رخم والترعة الموصلة والترع الرئيسية والفرعية وقنوات أبوعشرين والمصارف الرئيسية و الفرعية، على أن تكون للمصارف أسبقية في التنفيذ، ويتم التنفيذ في فترة ثلاث سنوات حسب جداول أسبقيات فنية.
2) تأهيل شامل للمحالج وورش الهندسة الزراعية والهندسة الميكانيكية والهندسة المدنية، وتفصل تماماً ميزانية وإدارة من المشروع لتعمل بنظام تجاري، ووفق قانون ونظم عمل تجارية، ويكون التنفيذ أيضاً في ثلاث سنوات.
3) تأهيل لكل منشآت الخدمات الاجتماعية شاملة فلاتر وآبار مياه الشرب والمنشآت التعليمية والصحية والأمنية والدينية، مع إعطاء أسبقية لمنشآت مياه الشرب، لتتم في العام الأول من برنامج التأهيل.
4) تلتزم الحكومة الاتحادية بتمويل كل عمليات التأهيل كميزانية تنمية غير مستردة.
5) تلتزم وزارة المالية الاتحادية بدفع كل مديونيات المؤسسة للقطاع الخاص وللمزارعين والعاملين كقرض حسن، يبدأ استرداده بعد فترة إعادة التأهيل وفق جدولة مناسبة.
6) يتم تجميد دفع كل المديونيات للمصالح الحكومية الأخرى على المؤسسة لفترة ثلاثة أعوام، يبدأ بعدها التسديد وفق جدولة مناسبة، أو أن تلتزم وزارة المالية الاتحادية بدفع تلك المديونيات أيضاً كقرض حسن مسترد.
7) إعادة النظر في الهيكل التنظيمي والوظيفي للمؤسسة، ليتماشى مع توجه العمل التجاري، الذي يجب أن يكون نمط الإنتاج والخدمات في المؤسسة.
8) إعادة النظر في الدورة الزراعية السائدة حالياً، بحيث يعطى الاعتبار للميز النسبية للمحاصيل في المواقع الجغرافية المختلفة بالشروع، وبحيث تكون دورات مرنة تتيح للمنتج خيارات واسعة لتلبي رغبات السوق، ويمكن الرجوع في ذلك لدراسات وتوصيات مجلس الإدارة الأسبق.
9) العمل الزراعي وفق تصور محدد، لتلبية سوق الصادرات، خاصة في مجال الخضر والفاكهة، مع تشجيع نظام التعاقدات لضمان التسويق.
10) تمليك المزارعين الأرض، بحيث يتاح لهم استخدامها كضمان للتمويل، وكذلك لفتح الباب واسعاً لزيادة المساحة الزراعية المخصصة للفرد، تمكيناً للقادمين من إدخال التقنيات الحديثة من وسائل تحضير الأرض والري وغير ذلك.
11) تطبيق الدراسات التي أعدها بنك المزارع عند إنشائه، لفتح نوافذ تمويلية في كل موقع إنتاجي، يتم من خلالها التعامل المباشر مع المزارع في المدخلات والمنتجات.
12) إنشاء أجهزة لتسويق مختلف المنتجات الزراعية والمدخلات لا تتبع للدولة، وتعمل وفق منظور تعاوني وبمشاركة أغلبية من المزارعين، على أن تتولى الإدارة جهات فنية مقتدرة.
13) تشجيع الشركات لفتح مراكز خدمات زراعية متكاملة في أرض المشروع، وتعطى أقصى الامتيازات الاستثمارية، ويشمل ذلك الاستثمار الوطني والأجنبي.
14) تشجيع قيام الصناعات الزراعية للمدخلات والمنتجات على أرض المشروع.
15) هيكلة تنظيمات المزارعين والعاملين، بحيث يعلو المنظور الفني والتقني على الجانب المطلبي.
16) إعادة النظر في كيفية التعاقد مع كل العاملين، بحيث يجمع بين الراتب الثابت ونسبة أرباح الإنتاج، وأن يكون الدافع الفردي أساس ذلك، بخلق روح التنافس بين العاملين أسوة بالمزارعين.
17) أن يكون في كل ذلك الهدف الاستراتيجي تحول المشروع لوحدة إنتاجية يلعب المنتجون فيها دوراً أساسياً، ويتركز عمل إدارة المشروع في الجوانب الإرشادية والفنية، وكل ذلك وفق قوانين ولوائح وضوابط محددة واضحة، تضمن للدولة وللمنتج والعامل والمواطن حقوقه دون تغول من أي فئة على الأخرى، وفي إطار الاستراتيجية الكلية للقطاع الزراعي.
هذه النقاط والمقترحات والملامح العامة لخارطة طريق عودة رهد الخير، كل منها يحتاج لدراسة تفصيلية، ولتبادل آراء يشارك فيها أصحاب المصلحة الحقيقية من مختصين وعاملين ومزارعين، بكل التجرد والشفافية، متناسين كل مرارات سابقة. ومن هنا نهيب بمجلس إدارة المؤسسة الجديد وكذلك بإدارته، تبني قيام مؤتمر جامع بعد إعداد جيد للدراسات التفصيلية والخطط والبرامج، يكون هدف المؤتمر الأوحد الخروج ببرنامج عمل محدد المعالم والأطر، وتلتزم فيه الدولة بالتنفيذ دون تغيير أو تبديل، وبالتزام أكيد بالمحافظة على استقرار إداري خلال فترة التنفيذ مهما حدث من تعديل في الأجهزة السيادية، وأن يعتبر الجميع أن فترة إعادة التأهيل فترة إنشاء وتعمير، مثل التي تميز بها المشروع عند إنشائه، ويتميز بها إنشاء الله في عودته ليعم خيره كل أرجاء هذا الوطن.
شارك المقال