إدارة الأزمة التكنولوجية وكيفية مواجهة الطائرات بدون طيار
Admin 22 نوفمبر، 2025 15
أ. د. فكري كباشي الأمين
خبير اقتصادي
• يمكن تعريف إدارة الأزمة بأنها تكاتف كل الجهود والخبرات الإدارية والفنية من أجل توليد استجابة ومعالجة متغير طارئ من شأنه إحداث ضرر بالغ بالوضع المستقر. يجب على الجهات المعنية أن تسارع في وضع العديد من الاجراءات للتعامل مع الأزمة، ويشترط في هذة الإجراءات أن تكون على نفس القدر من «السرعة والمفاجأة» اللذين تتمتع بهما «الأزمة»؛ لضمان ألا تتفوق قوة الأزمة على أداء الجهات المعنية بالمواجهة، أو بمعنى آخر لضمان «إدامة تفوق» مخطط الجهة، أو على الأقل السير بالتوازي مع الأزمة، أو في أسوأ الأحوال بعدها بخطوة. مجرد اندلاع الأزمة، فإنه من الضروري إنشاء مركز لإدارتها، يكون الغرض منه هو تشكيل خلية عمل في مكان واحد، إلا أن هذا المركز يعتمد في تدشينه وأسلوب إدارته على الكثير من الترتيبات السابقة في وقت الأزمة، حيث يجب على الأجهزة المعنية أن تكون مهتمة طوال الوقت ببناء قاعدة بيانات تضم كافة أمهر المتخصصين في فروع الأزمات المُحتملة، والاهتمام بالإنذار المبكر وجمع المعلومات، ووضع الاحتمالات، وضمان انسياب المعلومات إلى الإدارات المختصة بالجهاز المعني، بالإضافة إلى وضع السيناريوهات وأساليب المحاكاة لضمان التدريب المستمر والاستعداد بالحلول والحلول البديلة عند اندلاع الأزمة، ومراجعة الأزمات السابقة، والوقوف على آليات التعامل معها، وتحديد نقاط الإخفاق لتفاديها عند اندلاع الأزمة القادمة، نجد أزمة الطائرات المسيرة تمثل إحدى أهم مميزات هذه الحرب؛ خاصة بعد استهداف المطار ومستودعات الوقود بمدينة بورتسودان، وقبلهم محولات الكهرباء في كل من مدينتي مروي وعطبرة ومطار مدينة كسلا، وأخيراً استهداف مستودعات الوقود بمدينة كوستي، فإن استهداف البنية التحتية والمرافق الحيوية بالمسيّرات الاستراتيجية بالتركيز على المناطق الآمنة والتي لجأ إليها النازحون داخلياً، هذا دليل واضح على أن هذه الحرب اللعينة انتقلت إلى مرحلة استهداف الدولة السودانية ككيان، مع الجزم بوجود أصابع خارجية، الأمر يقتضي ضرورة وأهمية توحيد الجبهة الداخلية لكل القوى السودانية الوطنية الحرة، لمجابهة هذا العدوان الغاشم، مما يحتم الإسراع في تكوين إدارة للأزمة التكنولوجية تضم المختصين في مواجهة تهديد الطائرات بدون طيار، وخاصة الطائرات الصغيرة بدون طيار. تتحسن تكنولوجيا التدابير المضادة للطائرات بدون طيار بسرعة، سواء في مجال الدفاع عن الحدود، أو مكافحة الإرهاب، أو في المطارات، وقد لعبت الوكالات الحكومية والأماكن المهمة وغيرها من الأماكن دورًا مهمًا، وفي الوقت الحاضر، تعتمد التدابير المضادة للطائرات بدون طيار بشكل أساسي على عدة طرق يمكن تناول بعض منها في ما يلي:
(1) التداخل الكهرومغناطيسي: يمكن للتداخل الكهرومغناطيسي أن يمنع بشكل فعال الاتصال بين الطائرة بدون طيار ومحطة التحكم، ويقطع إشارة التحكم عن بعد للطائرة بدون طيار ونقل البيانات، وإشارة نقل الصورة، لتحقيق غرض الهبوط القسري أو قيادة الطائرة بدون طيار. التداخل الكهرومغناطيسي اتجاهي أو متعدد الاتجاهات، يتعامل بشكل فعال مع العديد من المركبات الجوية بدون طيار ضمن مسافة التشغيل.
(2) تداخل إشارة الملاحة: تستخدم الطائرات بدون طيار بشكل عام نظام الملاحة وتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية لتحديد موقعها، وقد يؤدي تنفيذ تداخل إشارة الملاحة إلى عدم قدرة الطائرة بدون طيار على تحديد موقع الطائرة بدقة، مما يؤثر على نظام التحكم في الطيران للطائرة بدون طيار وتقييد طيران الطائرة بدون طيار.
(3) التداخل الصوتي: وهذا شكل باهظ الثمن من التدخل. تحافظ الطائرة بدون طيار على توازنها الخاص، من خلال معلومات التغذية الراجعة ونظام التحكم الخاص يمكن أن يصدر التداخل الصوتي موجات صوتية بنفس تردد موجات الجيروسكوب الصوتية، مما يؤدي إلى رنينها وجعل الجيروسكوب الموجود على الطائرة بدون طيار لا يعمل بشكل صحيح.
(٤) شرك إشارة الملاحة: من خلال إرسال إشارات ملاحية زائفة عبر الأقمار الصناعية «لخداع وإرباك» الطائرة بدون طيار، وجعلها تعتقد أن هدفها هو موقع زائف تم تحديده مسبقًا من قبل النظام. نظرًا لأن إشارة الملاحة عبر الأقمار الصناعية التي تتلقاها الطائرة بدون طيار ضعيفة، فإن النظام يحتاج فقط إلى طاقة إرسال صغيرة لتحقيق تأثير الخداع للطائرة بدون طيار.
(٥) اختطاف إشارة الراديو: تتمثل هذه الطريقة في كسر بروتوكول الاتصال الخاص بإشارة الطائرة بدون طيار أولاً، ثم إرسال إشارة تحكم أقوى إلى الطائرة بدون طيار، وذلك للتحكم في الطائرة بدون طيار.
(٦) اكتساب الاعتراض: اعتراض الالتقاط من الأرض أو من الجو، وذلك بشكل رئيسي عن طريق إطلاق النار من البنادق وشباك الرماية، أو استخدام طائرات بدون طيار كبيرة لاصطياد الطائرات الصغيرة، بالإضافة إلى تدريب النسور على التقاط الطائرات بدون طيار ونقلها إلى مناطق محددة.
(٧) التدمير المباشر: يمكن استخدام الصواريخ وأسلحة الليزر وأسلحة الميكروويف وما إلى ذلك لمهاجمة الطائرات بدون طيار. ومع ذلك، فإن هذه الأساليب لديها المزيد من القيود، وسوف تؤدي إلى سقوط الطائرة بدون طيار. ولذلك، فإن طريقة التدمير المباشر مناسبة للاستخدام.
شارك المقال
