
ملكة الفاضل
كاتبة وروائية
• وانا في مكاني هذا من هذه البلكونة الصغيرة الفسيحة استطيع ان احكي عن توق لا يضاهى لذلك الحوش الفسيح الذي ضاق برواده فخرجوا وخرجن منه لا يلوون على شيء.. او هكذا بدت لي الأشياء في هذا الصباح الذي تحملك نسماته على التفكير بعمق إن كان ما يجول بالخاطر أمنية أخرى.
والأمنيات إن كانت وليدة اللحظة او ذات عمر مديد تسطيع ان تتبينها بسهولة وتعطيها شكلا وحجما يليق بها.
الدعاء أمنية والبارحة كانت نومتي بدعاء أن يجعل الله سره في أضعف خلقه ويجود لمركب صغير بحجمه كبير بالمبحرين فيه بفتح عجزت عنه الجيوش المجيشة لكسر أسوأ وابشع وأقبح حصار شهده التاريخ القديم والحديث. أمنية قد تبدو مستحيلة التحقيق ولكنها في زمان اللامستحيل ستجد لها مكانا ما..
وبعض الأمنيات مثل أن تربح جائزة الحلم تظل محض أمنيات حتى تشرع في تحقيقها بكلمة «الحلم» والرقم المذكور على شاشة التلفاز وانت في مكانك تقضم الأماني وتلوك الصبر وتتجرع التحدي وتنتظر ساخرا من أحلامك، سماع صوت( الاغا) يزف لك التهانيء على الجاتنب الآخر او لا تنتظر.
وأكثر الاماني تظل تدور حولك مغلفة وغير مغلفة ،ممكنة او مستحيلة ، ملحة او ينقصها الإلحاح. المهم انها هناك اوهنا.
و من اطرف الأمنيات ما يوحي به ذلك الاسم الاسفيري الناصع المحتوى والبيان « سونا الله يسفرا» – تصرفنا في الاسم احتراما لصاحبة الفكرة فهي ليست سونا- . هذا الاسم طبع على الذاكرة منذ مطالعتي له قبل سنوات وربما في زحمة أحداث الثورة التي جعلت من نصيبنا عددا لا يستهان به من الأصدقاء والمعارف وأصدقاء الأصدقاء ومعارفهم و غيرهم والفضل لمنصات التواصل الاجتماعي. وكنت دايما اسأل نفسي ان كانت ست الاسم قد استجيب لها وتحققت امنيتها بالسفر.. لا اعرف ما هية السفر الذي كانت تقصده ولكني اعرف انه بعد الرصاصة الأولى وجد الملايين انفسهم في سكة سفر برا او بحرا او جوا او على فلاي بوكسي . نتمنى ان تكون أمنية صديقتنا قد تحققت على نحو ما بعيدا عن اشجان الغربة والشتات.
الفيديوهات التي نقلت لنا باقات الزهور والورد في الطائرة التي اقلت رئيس الوزراء ومرافقيه نظرنا لها بحذر كما تعودنا في الاونة الاخيرة لانه لم يعد هناك ما يؤكد صدق اي خبر متداول في وسائل التواصل بسبب الدبلجة وسطوة الذكاء الاصطناعي التي تتمدد على واقعنا على نحو غريب. المهم تاكدنا ان الصور حقيقية وأن باقات الورد تلقاها نفر ممن كانوا على منن الطائرة ولا نستطيع سوى القول انها خطوة تشكل أمنية لهذا الشعب الذي اخرجته الحرب (المهبوشة) عن طوره ودعوة له بالهناء والعبير والعبور.. ولاننا شعب عرف بالغمتة يدفعها الدافع بحيث لا ترى شماله ما فعلت يمينه او يدفع / تدفع بها إلى جيبك او تحت المخدة او يغمتها في كفك حين مصافحة، سنظل ننظر إلى (ذات الورد) باعتبارها بادرة حسن نية وأمنية بأن يكون
القادم لهذا الشعب المحتار افضل من الدانات والراجمات والمسيرات .
امنية تأبى ان تتحقق حتى اللحظة هي العودة للخرطوم التي نعرف ولامدر الأمان وبحري وكل السودان وان نهتف وننشد لشعبنا ومع شعبنا» تفج الدنيا ياما وتطلع من زحاما زي بدر التمام». واعظم الأمنيات وأكثرها خلودا هي بلا منازع « عيد سعيد وعمر مديد» وكل عام وانتم بخير ومحبة وسلام..
شارك المقال