لأول مرة في تاريخها الذي يمتد ألف عام: قلعة وندسور تستضيف إفطاراً مفتوحاً للمسلمين في جناحها الملكي

86
london

• تجمع يوم الأحد الماضي أكثر من 350 مسلم في قاعة سانت جورج لتناول طعام الإفطار في شهر رمضان.

قال أحد الحضور لبي بي سي: “الجو رائع هنا، لا أشعر بأن هذا حقيقي”.
تم تنظيم هذا الحدث المجاني من قبل مؤسسة “مشروع خيمة رمضان”، وهي جمعية خيرية مقرها لندن.
وقال سيمون مابلز، مدير عمليات الزوار في قلعة وندسور، إن الملك كان “يدعم التنوع الديني ويشجع الحوار بين الأديان” منذ سنوات عديدة.

“لقد قطعنا شوطاً طويلاً”.
وعادة ما تُستخدم قاعة سانت جورج لاستضافة رؤساء الدول ولإقامة الولائم الخاصة.

في هذا اليوم صدح صوت الأذان في جميع أنحاء المبنى للإعلان عن وقت الإفطار. تم تناول التمر وأداء الصلاة قبل تقديم وجبة الإفطار.

قالت إحدى النساء لبي بي سي: “هذا لطف كبير من العائلة المالكة أن تفتح لنا منزلها”.

وأضافت أخرى: “لم نكن نتخيل أبداً أننا سنفطر هنا. لقد قطعنا شوطاً طويلاً”.

بالنسبة لأولئك الذين تناولوا الإفطار في منزل جلالة الملك في وندسور، كانت هذه ذكرى ستظل معهم مدى الحياة.

قالت امرأة أخرى: “لقد درست التاريخ في الجامعة، لذا أن أفطر في قلعة وندسور لم يكن شيئاً تخيلت أنني سأفعله أبداً. أن أجمع بين هويتي الإسلامية وهذه المعرفة التاريخية هو امتياز حقيقي”.

وقال أحد الحضور: “لم أزر قلعة وندسور من قبل، لذا هذه تجربة رائعة. المرة الأولى التي أكون هنا وأفطر بطريقة إسلامية – شيء مذهل”.

ودعا أحد الحضور الملك للانضمام إليهم لتناول العشاء خلال الشهر الفضيل.

قال: “في أي يوم، وفي أي وقت. لدينا رمضان لمدة 30 يوماً. فقط أخبرني عندما تكون مستعداً”.

هذا الحدث التاريخي في قلعة وندسور يعد علامة بارزة في تعزيز الاندماج الديني والحوار بين الأديان. استضافة إفطار مفتوح في الجناح الملكي، الذي عادة ما يُستخدم للفعاليات الرسمية والولائم الملكية، يؤكد التزام العائلة المالكة ببناء قيم التفاهم والوحدة بين المجتمعات المتنوعة.

تجمع أكثر من 350 شخص في قاعة سانت جورج، حيث صدح الأذان، يرمز إلى اندماج التقاليد الثقافية والدينية داخل معلم بريطاني ذي أهمية تاريخية. ردود فعل الحضور – من الدهشة إلى الامتنان – تسلط الضوء على التأثير العميق لمثل هذه المبادرات. بالنسبة للكثيرين، كان الإفطار في مكان مثل قلعة وندسور ليس فقط حدثاً شخصياً مهماً، ولكن أيضاً دليلاً على التقدم المحرز في احتضان التنوع.

مشروع “خيمة رمضان”، الجمعية الخيرية المنظمة للحدث، لعبت دوراً رئيسياً في تنظيم إفطارات مفتوحة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، مما يعزز التماسك المجتمعي والاحترام المتبادل. دعم الملك لهذه الجهود يتوافق مع جهوده المتواصلة في الدعوة إلى التنوع الديني، كما أشار سيمون مابلز، مدير عمليات الزوار في قلعة وندسور.

يعكس هذا الحدث أيضاً تحولاً مجتمعياً أوسع نحو الاندماج، حيث تُفتح الأماكن ذات الأهمية التاريخية والثقافية للاحتفاء بتقاليد وديانات مختلفة. الدعوة الموجهة إلى الملك للانضمام إلى الإفطار تؤكد روح الانفتاح والإنسانية المشتركة التي يمثلها رمضان.

بشكل عام، يعد هذا الإفطار في قلعة وندسور تذكيراً قوياً بأهمية خلق مساحات يمكن للناس من جميع الخلفيات أن يجتمعوا فيها، ويتبادلوا التجارب، ويبنوا جسور التفاهم. إنها ذكرى ستظل راسخة في أذهان الحضور لسنوات قادمة.

بي بي سي – لندن

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *