البرهان يطمئن الكتائب: شركاء في كل شيء

32
uuuvvv

قائد الجيش السوداني يجدد موقفه الرافض للتفاوض أو التصالح مع قوات الدعم السريع.

الخرطوم – «فويس»

قال الفريق أول عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني إن مقاتلي التنظيمات والكتائب الإسلامية، الذين يقاتلون إلى جانب قواته، بأنهم سيكونون شركاء في أي مشروع سياسي، وأنه لن يتخلى عنهم.

وجاء موقف البرهان بعد انتقادات واسعة تعرض لها من قيادات في الحركة الإسلامية وذراعها المؤتمر الوطني المنحل، على خلفية تصريحات أدلى بها في الثامن من فبراير الجاري.

وقال البرهان في تلك التصريحات إن المؤتمر الوطني لن يكون له أي دور سياسي في المرحلة الحالية، مضيفا “إذا كان راغبًا في الحكم، فعليه تنظيم نفسه للانتخابات ومنافسة القوى السياسية، لكن في هذه المرحلة لن يفرض أي تنظيم وجوده.”

واتهم قوى سياسية -لم يسمِّها- بمحاولة اختطاف واحتواء بعض المقاتلين، مشيرًا إلى أن الجيش “حذّر الكتائب من ذلك، وأي شخص يقاتل تحت راية مؤسسة حزبية أو جهوية نقول له: ضع السلاح،” فيما بدا أنه يقصد المؤتمر الوطني.

◙ البرهان يخشى إمكانية تخلي الكتائب الإسلامية عنه في هذه المرحلة الفارقة حيث يسعى الجيش لتعزيز وضعه الميداني

وسارع أحمد هارون، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني والمطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، إلى الرد على قائد الجيش في بيان قال فيه “نربأ بالبرهان من مهاجمة المؤتمر الوطني في كل سانحة تسنح له تقربًا وتزلفا لقوى متهالكة هشة،” في إشارة إلى القوى المدنية.

وأضاف هارون في بيانه “نرى أنه من المبكر الالتفات إلى الخلاف والشقاق والبحث عن المكاسب السياسية التي ستضر حتما بالمعركة،” كما أكد أنه “بعد الحرب لن يصادر إرادتنا أحد. ومرحبا بصناديق الاقتراع.”

كما هاجمت الكثير من القيادات في الحركة الإسلامية البرهان، الذي وجد نفسه في موقف صعب لجهة إمكانية تخلي الكتائب والتنظيمات الموالية للحركة عنه في هذه المرحلة الفارقة حيث يسعى الجيش لتعزيز وضعه الميداني.

ويرى متابعون أن حديث البرهان وانتقاده للمؤتمر الوطني كان موجّهين بالأساس إلى المجتمع الدولي لطمأنته بأنه لن تكون هناك مشاركة للحزب المنحل بل سيعتمد على الكفاءات المستقلة في تشكيل الحكومة، التي أعلن عنها ضمن خارطة طريق أعدها. لكن رد الإسلاميين دفعه إلى التراجع والتأكيد على إشراكهم في “كل شيء”.

وتلعب الكتائب والتنظيمات الإسلامية مثل كتيبة البراء دورا رئيسيا في القتال الدائر ضد قوات الدعم السريع وكانت قد ساهمت بشكل واضح في استعادة الجيش زمام المبادرة في عدد من الجبهات، من بينها الجزيرة وأم درمان العاصمة التوأم للخرطوم.

وفي محاولة للتدارك واسترضاء الإسلاميين قال البرهان أمام حشد من الجنود في منطقة أم درمان العسكرية، الخميس، إن “الجيش وقيادة الدولة لن يتخليا عمن قاتل، حيث إن أي شخص حمل السلاح وقاتل العدو -في إشارة إلى الدعم السريع- سيكون شريكًا في كل شيء.” وأضاف قائد الجيش “المستنفرون، والإسناد المدني، والمقاومة الشعبية، وكل من حمل السلاح، سيكونون شركاء في أي مشروع سياسي.”

◙ محللون: قياديو المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية هم من كانوا خلف دفع الجيش إلى شن الحرب الدائرة حاليا مع قوات الدعم السريع

ومنذ صعوده إلى السلطة بعد الإطاحة بحكم الرئيس عمر حسن البشر شهدت العلاقة بين البرهان والمؤتمر الوطني والإسلاميين نزولا وصعودا، حيث ألقى الجيش في الفترة الأولى القبض على عدد من رموز النظام السابق وقدّم بعضهم إلى محاكمات، بمن فيهم الرئيس البشير، كما تم طرد الكثير منهم من مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات الأمنية والعسكرية.

لكن سرعان ما تغير الوضع بعد الانقلاب الذي قاده الجيش في 25 أكتوبر 2021، فأطلق البرهان سراح بعض قيادات المؤتمر الوطني، كما أعيدت ممتلكات صودرت من عدد منهم.

ويعتقد محللون أن قياديي المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية هم من كانوا خلف دفع الجيش إلى شن الحرب الدائرة حاليا مع قوات الدعم السريع، بغية خلط الأوراق وضمان عودتهم إلى تصدر المشهد السياسي.

والثابت أن المؤتمر الوطني لعب دورا أساسيا في تشكيل ما يسمى بالمقاومة الشعبية وتسليحها. ويعول الجيش بشكل كبير على الكتائب الإسلامية في استعادة السيطرة على الخرطوم بعد جملة من الانتصارات في الفترة الأخيرة.

وجدد البرهان في إطلالته من أم درمان موقفه الرافض للتفاوض أو التصالح مع قوات الدعم السريع، متعهدًا باستمرار القتال واستعادة جميع المناطق حتى الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور.

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *