فلا شيء يُبخِس الحسَّ سوى نَسبِه لمُسمّى. اجعلني شقيقتك، صديقة، وجه مرآة داخلك. دعني طفلتك، بل امرأة ناضجة الفكر لعلِّي أُخيُّب ظنَّ جنوني باتِّزان ..
سَمِّني ما شِئتَ ..
فهذا الحسّ لا يحتاج ميلادَهُ لخضوعِ منطقٍ، أو إثباتِ هوية. لمْلِمْ جميع نساء احتياجك بداخلي. أخرج كلَّ واحدة تناسب مناخ لحظتك. وحدي من تعلم سرَّ رجل يحشد بحواءٍ واحدة كل النساء.
سَمِّني ما شِئتَ ..
وإياك من «حبيبتي!». لا يناسبني التوغل في إطار نبضك بحدود حبيبة. لا يليق بجنون صَخَبِي أن يرتب حسَّ فوضاه بمنصب – رغم عطاياه – لا أكترث لسلطته.
يا سيّدي ..
كلمات الغزل لا تُخمِد ثورة خانقة تمارس عليك حقَّ الأمومة بمخاوفها، فلا تجعلني حبيبة. تَرَنُّحُ خطوِ رحيلك لن يغفر لك جريمة ابتعادك وخُسراني، فلا تجعلني حبيبة.
لا تتهنّدَم للقائي مُغدِقًا عطر فرح يفضح مسامَّ شوقك، فمثلي تُربكها الصدفة، تُجمِّلها الدهشة؛ تُقدِّس نظرة فرح تسالمها وتفتك بها، فلا تجعلني عاشقة.
يا سيّدي ..
العشق يحرِمك من عشق آخر! ستتهمني بالجنون، كعادتك، وسأضحك لأداري حماقة الاتهام. نعم، العشق أناني؛ يحرِمك من جوار صديق تُعرِّي له دواخلك دون تكلُّف، تجده يُجزِلُك الفرح، يدعمك بقربه، يسرق من أجلك أجمل لحظاته، يتخللك وأنت متسرِّب فيه.
دعني هكذا .. بلا تسمية، بين عاشقة يجف النبض إن فارق جدولها، وبين جداول تُثمِر لك جميع النساء، وكل الحياة.
دعني شفيفة وصادقة لا تخاف على مشاعر إرهاف حبك من صدق أحاديثها. دعني حرَّة ومكبَّلة بك؛ للعاشق غيرة تُحرِّض أنثاه لمَسمع صديق تُخبره عن أسرار لن تبوح بها لغير صديق.
يا سيّدي ..
لا تُسمّني حبيبة؛ فلم يعُد بالعمر قدرة لحمل جرح جديد، جرح أقوى، يتفرَّد إيلامه بفقدان حبيب، صديق، أخ، ابن، أب؛ رجل أنجبتُ منه قبيلة رجال.
سَمِّني ما شِئتَ ..
وإيَّاك أن تُصدّق أني سألتزم، ولن أخرج من إطار تُجاهد لتقييده تحت مُسمّى. سأتركك لاضطراب، لتوتر، لحالة لا تدرك فيها ماذا يعتريك؛ سوف تُساءل نفسك : ما هذا الشعور؟! أكبر من عشق، أجمل من حاجة، أنضر من ربيع عمر؟ سأصرخ بمنامك؛ قدرك امرأة مجهولة الهوية فيك إن حاولت أن تطلق على قربها اسمًا!