الشمالية تنتظم دعماً لأهل الفاشر

46
طارق عبدالله علي

طارق عبدالله علي

كاتب صحفي

• ​بعد الحادثة الأليمة والمروعة التي هزت كل السودانيين جراء اعتداءات الميليشيا الإرهابية على مدينة الفاشر، وتحول فاشر السلطان إلى حمام دم بفعل الانتهاكات والفظائع التي استهدفت المواطنين العزل، نزح أهل المدينة بحثاً عن الأمان والطمأنينة. وبعد معاناة الطريق الطويل، كانت مدينة الدبة هي محطتهم الجديدة، إذ رحبت بهم الولاية الشمالية بقلب مفتوح وبذلت جهوداً استثنائية للتخفيف من وطأة نزوحهم.

​لقد سخر الله لأهل الفاشر خيرة أهل البر والإحسان، وعلى رأسهم رجل الأعمال أزهري المبارك، الذي كان له قصب السبق في تقديم العون اللازم. 

حيث جرى إنشاء وتجهيز معسكر متكامل في منطقة العفاض التابعة لمدينة الدبة، ولم يقتصر هذا المعسكر على توفير الخيام والمأوى فقط، إذ شمل أيضاً تجهيز جناح طبي متكامل يغطي كل احتياجات أفراد المعسكر، إلى جانب توفير كل سبل الإعاشة والدعم اللوجستي الضروري.

 ​كما شهدت مدينة الدبة تضافراً مدهشاً للجهود عكس أعلى مستويات التعاون الوطني. فقد تضافرت جهود حكومة الولاية الشمالية التي قدمت دعماً مؤسسياً وتنظيمياً كبيراً، بالإضافة لدعم المنظمات الخيرية والإغاثات الدولية التي وصلت إلى الولاية دعماً لأهلنا في الفاشر. 

ما أدهشني إعجاباً في هذا الحدث الإنساني هو الإنتظام العجيب لأهل الولاية دعماً لنازحي الفاشر، حيث وصلت لمعسكر أزهري المبارك بالعفاض مبادرات مجتمعية عظيمة ومشرفة من مختلف القرى. عاكسة لروح التعاون والتكافل والإيثار الذي هو ديدن أهل الشمال، الذين ضربوا أروع الأمثال النبيلة والقيم الوطنية السامية. 

التحية والتقدير لكل من تداعى لأجل تقديم الدعم لأهل الفاشر، فأنتم بذلك تكرسون أصالة الموروث السوداني، وتبعثون برسالة مفادها أن الوفاء للقيم النبيلة لا يزال هو الأساس الذي يبنى عليه الوطن. وأقول لكم بكل اعتزاز اقتباساً من الأغنية الخالدة «بلادي أنا»  للشاعر إسماعيل حسن، التي صدح بها الفنان ميرغني النجار في محبة البلاد وأصالة أهلها، والتي تتصور في هذا التضافر والكرم الأصيل: ​«لو ما جيتا من زي دِيلا.. وا أسفاي وا مأساتي وا ذلي».

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *