المنجم بنجمك والسودان

101
عزالدين باقوري جديد

عزالدين باقوري

كاتب صحفي

• وبينما أنا جالس متوارياً إذ بثلاثة من حبائل الشيطان وقفن على مقربة مني وغير مدركات لوجودي، وتجاذبن الحديث عن رابعة  على حد تعبيرهن (أمانة ما شيطانة مريومه بت اللزينة قدرت عليه ختتو تحت أباطه العفن ياهو داك بقى ليها وديع وطائع طاعة السرور يا يمه. قال عاوز اعرس فوقها، الكلب. 

الأخرى (الفكي الكارب دا وين؟) 

منى الثالثة الأخرى (أنا عرفتو وبوريكم ليهو وما طماع بقبل أي حاجة). (يا ساتر ويا للهول) يبدو أنها متمرسة في المناقصات وثقافة جلب الثلاثة فواتير.

تركت ما كان يشغل ذهني، وتشغفت نفسي  لتتلمذ مستمعة لمحاضرة حياكة الإجرام وصياغة الدسائس والمؤامرات التي ضحيتها الرجل، الذي ظله مطلوب وأفضل من ظل الجدار. (ضل راجل ولا ضل حيطه). وبرغم حتمية وجوده في مملكة الأنثى والذي هو تاج راسها، تحاك له الدسائس فقط ليبقى التاج وحيداً.

وأرجعتني الحبائل الشيطانية،  بالذاكرة إلى عام 1992 حيث كنت جليس حكيم – طيّب الله ثراه-، مجاذباً له أطراف الحديث عن الزواج والنساء. وبجوار الحائط المطل على زقاقنا الماري ببيتنا تم التعزيز والإضافة لما نتجاذبه. وحقاً أيقنت أن الشارع معلّم. 

(بتتعلم من الأيام مصيرَك بكرة تتعلم)، وكان مما سمعناه من حوارهنّ:

+ (هيييي يا بنات أمي فلانة حددوا يوم عرسها)

أخرى: (نحن الله يفك ساجورنا)

ثالثة: (وووب علي أنا الفرط فيهو  وطار مني)

رابعتهنّ: (انتي صغيرة لسع عندك فرص، المصيبة أنا الدقشت الثلاثين ولساني خدر من بل الطبشيرة).

الثالثة (مالك يا يمه ماكي حلوة وألف راجل إتمناك). 

وصاحبة الله يفك ساجورنا هي طبيبة قالت: (دخل علي شاب يشكي من مرض، وسيم وسامة وعيونو كبااار. 

سألته عن المهنة قال لي مهندس)

سألته من فصيلة الدم فرد ب o- 

اتلخبطت دايرة أقول ليهو الحالة، قلت ليهو الحلة ضحك بأدب وقال لي أعزب، قلت في نفسي يا ربي تفك ساجوري بيهو.

الأولى: انتي كمان ما تبالغي  

وتبقي عينك طايره.. ويا يمه

 طوالي سرحت بالحلة ما تحرق في المطبخ وطبخت ليهو البحو. الحمد لله الما سألتيه خاطب ولا لأ.

وبعد حوار النواعم  الأول الذي بالشارع الفاصل بين المربعين بالمدينة والثاني بالقرية، الذي هو الأول زمنيًا والثاني سرديًا. تذكرت الكاتب شمس الدين حجاجي، الذي أورد في كتابه (الأساطير والخرافات عند العرب)، والذي أورده: أن المرأة في الجاهلية إذا عسر (الساجور) النكاح، كحلت إحدى عينيها وحجلت إحدى رجليها، واستقبلت نجم الزهرة (الزهراء)، وقالت يا باغي النكاح أقبل. (إنه بمثابة فك الساجور) آنذاك.

وتذكرت غاندي الذي أغلق كليات تدريس السحر والتنجيم في جامعات كلكتا وبنارس. لأنه وجد كل وزير له منجم يطيل بقاءه في كرسي الوزارة، وهو من يضع الاستراتيجية وخارطة الطريق.

وكم من منجم خرب الذمة يوفّق بين فتاة بائرة دميمة وشاب مليح الوجه. فقفز لذهني هل صحيح أن هناك مثلًا يقال فيه (سعد الشينة)؟ أم أنه صناعة، أم أن الدميمات نساء ورجالًا؟

والعجيب في بلدي السودان ما أكثر نوع المنجم خلا فقط، لا احتياج لكلكتا أو بنارس.

المنجم خلا (ينجم) أم العروس وأبو العروس والعروس والعريس إذا فكر في مثنى وثلاث ورباع.

والمنجم خلا كان له القدح المعلى في خراب الخدمة المدنية. وتذكروا معي بالرجوع القهقرى لسنوات الإنقاذ الأولى ومؤتمر حوار الاقتصاد الوطني، وفي قاعة الصداقة انبرى لهم من حسبوه مأفونًا وقال: (علينا أن نشرك إخواننا من الجن في إعمار السودان). 

وقلت ليوسف عبدالفتاح يومها هذا الرجل استشعر الحقيقة في لبها، وعليكم بالغوص في ما قال لفهم ما وراء ذلك.

وتعرف مدير المكتب الشهيرة  في آخر سنين الإنقاذ على أحب المأكولات المجلوبة من خارج المنزل، وتسر وتمتع مذاق الرئيس، فجعل الباسطة باره حتى عقل بها عقل الرئيس، وخرج به من جنة السلطة وبردها، ولبس هو العقال في بلاط أصحاب الجلالة وسادة النفط.

وكذلك في مصر أخت بلادي أن السادات تابع أمنيًا ثلاثة من الوزراء يترددون على أنطون (منجم) ليديم لهم الكراسي.

الأنطون مصطلح يطلقه الكرويون على المنجم الذي (يكتف) اللعبة ويهزم الخصم. هذا يعني أن الجمهور غبي شاهد لاعبًا واحدًا بدون أن يشاهده (كادوك قوي). 

قيل إن في مدينة صعيدية سودانية، لاعبًا ذهب لأنطون وقال له (عاوزك تكتّف لينا الجماعة)، فرد عليه الأنطون بالبلدة الصعيدية الشهيرة بعتاة الأنطونات برتبة عفاريت خلا  (أكسر ليك كرعيهم عديييييل) 

اللاعب:- (لا لا لا ديل أخوانا وحبايبنا عاوزين نغلبهم بس يا أخي). 

إن الذي يؤلم أن من يتعاطون ذلك من نالوا حظًا من التعليم، ويطلبون المستقبل عند منجم (فكي) وخلا، والمدهش أن الخلا قد بلع العقول حتى صارت توصف ب (قلم ما بزيل بلم).  

ومن لم يسمع فاليتذكر بلع حميدتي  الذي أرسله الله عقابًا. 

والجزاء من جنس العمل خلا بي خلا يبلع.

أما الجنجا إذا آمنوا بالتمائم فحلال عليهم لطالما هم خلويون.

      احذروا المبسطات، خاصة الباسطة خلا (المجلوبة)، ألم تسمعوا ب (خلا إبلعك).  ويبدو أن الخلوي بعد أن تعرف على  الباسطة وسرها، استطاع بها أن يلملم كل مقار هيئة العمليات.

أسأل الله أن يجعل لنا رئيسًا بفهم غاندي في محاربة المدمرات ومعطلات التقدم.

   نعم معطلات:-

 أوروبا لتنهض قتلت كل السحرة.

إيران بها محكمة الروحانيات، تخفي عن الحياة كل من تعاطى وأعطى السحر العابر إلى السلطة.

 أحيي كل دولة اتخذت إجراءات صارمة ضد من يساهم في الفرعنة وضياع الأسرة والقيم والمجتمع والنماء.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *