يعود تاريخ صناعتها إلى ما قبل الميلاد.. المرأة والإكسسوارات.. علاقة أزلية ومتلازمة
Admin 25 أكتوبر، 2025 44
إعداد: أمل عبد العزيز سعد
•الإكسسوار هو شيء يضاف إلى آلة أو إلى ملابس لأغراض مفيدة أو زخرفية،
فإكسسوارات الملابس النسائية تشمل قطعاً متنوعة، مثل المجوهرات (قلادات، أقراط، خواتم، أساور)، الحقائب، الأحزمة، القبعات، الأوشحة، والنظارات. كما تتضمن أيضاً إكسسوارات الشعر، والقفازات، والجوارب، وغيرها من المستلزمات التي تُكمل المظهر العام.
ترتبط المرأة بعلاقة أزلية ومتلازمة بالإكسسوارات والحُلي، وهي في رحلة بحث مستمرة عن التزين وإظهار الجمال منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا. وجمال المرأة لا يتألق دون تدخل الحلي وأدوات الزينة بكل أصنافها وأحجامها وأشكالها.

تاريخ الإكسسوارات
يعود تاريخ صناعة الإكسسوارات إلى ما قبل الميلاد، وكانت تصنع على هيئة أساور وقلائد بسيطة من الجلد أو من القصب المزين بالحصى والثمار المكورة وقواقع البحار، كذلك الريش وعظام الحيوانات حسب الموقع الجغرافي لكل منطقة.
وقد تعلّم الإنسان تدريجياً صنع الحلي من العاج والخشب والمعادن في أواخر القرن ال21 قبل الميلاد، وكان المصريون القدامى يستعملون أحجاراً كريمة في صنع الحلي كالأساور والبروشات وأغطية الرأس والقلائد والخواتم.
وكانوا يعتقدون أن للأحجار الكريمة سلطاناً سحرياً يلبسونها لتجلب لهم «الفال الحسن».

إكسسوارات المرأة السودانية
شكلت صناعة الإكسسوارات والمجوهرات الفولكلورية وطرق ارتدائها رمزاً مهماً من تقاليدنا الأصيلة، وشواهد فنية تعكس تاريخ مجتمعنا الماضي حاضرة وبادية، وكانت النساء سابقاً يصنعن الزينة من المكونات المتاحة، حيث تضفي جمالاً ورونقاً للفتاة أو العروس، واشتهرت المرأة السودانية بحب الذهب أكثر من غيره، خاصة نساء العاصمة والوسط، بينما حرصت المرأة في غرب السودان وشرقه وجنوبه على التزين بالخرز وثمار الأشجار.
أنواع الحلي السودانية
أبرز أنواع الحلي عند المرأة السودانية في الماضي: الخلخال، الحجل، الزمام، والكردان، والتي عادت للساحة الجمالية في الوقت الحالي بقوة كموضة وسط الفتيات والسيدات. ومن الملاحظ حرص المرأة السودانية على ارتداء الأساور والأقراط والخواتم في كل العصور.

«الخلخال»
يصنع الخلخال من الفضة أو الذهب أو سبيكة منهما، كما صنع من النحاس والحديد. والخلخال زينة القدم، وعنوان الغنج، وهو عبارة عن حلقات ضخمة ثقيلة الوزن، بيضاوية الشكل بزخارف معينة الشكل، وهي مجوفة من الداخل لوضع أحجار صغيرة تصدر رنيناً أثناء السير. وقد ذكره الشاعر محمد ود الرضي في إحدى أغاني الحقيبة في أربعينيات القرن الماضي:
بي هوى الخلخالِ.. لي حبيب الروح جيب لي طيب الحالي..
يا نسيم الليل
قولو نام الخالي
وهو يتخيل رنة الخلخال
بالنظر أسخالي
هني بي رؤياك الحياة الماسخالي.

«الزمام»
زمام الأنف من أنواع الإكسسوارات النسائية التقليدية، التي انتشرت من أفريقيا إلى الهند وباكستان، حيث أصبح حالياً موضة رائجة تعتمدها الكثيرات خاصة نجمات الغناء والسينما. أما في السودان فهو من الحلي التي كانت تتزين بها النساء خاصة المتزوجات.
أنواع زمام الأنف
1- زمام الأنف الجانبي: الذي يكون على شكل دائرة، وتشبك بشكل تلقائي بدون الحاجة إلى ثقب الأنف وتسمى بالقشة.
2- زمام الأنف السفلي: يتطلب ثقب الأنف من الأسفل لتثبيت الزمام.
3- زمام الأنف المرصع: تثقب الأنف والأذن، ويكون الزمام ملحقاً بسلسلة رفيعة أو مشغولة بطريقة جميلة، تمتد من الأنف إلى الأذن، وتغطي جزءاً من الخد، ويسمى (الزمام أبورشمة).
4- ثقب الأنف المسماري: يعد من أكثر الأنواع شيوعاً وأكثرها سهولة، ويتطلب ثقب الأنف لتثبيته.
والأغاني السودانية اهتمت بالزمام، ومن أجمل أغاني الفنان عبد الرحمن عبد الله: ست الزمام أبورشــــمة عاجباني فيكي البســــمة. وأيضاً وثقت له أغنية إبراهيم اللحو (السمحة نوارة فريقنا): السمحة يا نوارة فريقنا يا العسل يا النشفتي ريقنا
القوام في طبعو مايل
وأنا ليك ماني شايل
وشك صباح بالرشمة هايل
والله العسل من شفايفك سايل.

زينة العنق
أشهر أسماء السلاسل ما يعرف بـ (كرسي جابر)، والاسم كناية عن كبر حجمه ومتانته، وهو عبارة عن عقد ذهبي اللون، ضخم وطويل يصل إلى منتصف البطن، وله قلادة بحجم كف اليد.
الكردان: عبارة عن قلادة تُصنع من الذهب أو الفضة بتصميمات وخامات مختلفة، مثل الأحجار غير الكريمة والخشب والمعادن.
زينة الأذن
«القمر بوبا»
وهو قرط كبير يشبه نصف القمر، وهو من الحلي النسائية التي تتزين بها العروس، ومرادف له (الفدو)، ولكبر حجمه كان ثقيلاً على أذن الأنثى، وهذا ما ورد في أغنية الفنان الراحل محمد وردي التي يقول مطلعها: القمر بوبا عليك تقيل
الصغيره شجيرة الأراك
يا قمر عشرة الفي سماك
شاغلة روحي وقلبي المعاك
وين لقيتك لامن آباك
القمر بوبا عليك تقيل.

زينة المعاصم والأصابع
الملاحظ أن المرأة السودانية تميل في زينتها إلى الحلي الذهبية كبيرة الحجم، خاصة الأساور، وأشهرها (احفظ مالك)، وهو عبارة عن أسورة بها ما لا يقل عن (20) قطعة من أنصاص الجنيه، كذلك اشتهر التزين بالثعبان الذهبي، وكذلك تزيّن المعاصم بما يعرف بـ (الكوز).
أما الخواتم، فأشهرها (خاتم البوبار)؛ وهو خاتم كبير تلبسه السيدة للتباهي بما تمتلك من مجوهرات. وعادت هذه الحلي التراثية إلى عالم الموضة في حياة الفتيات السودانيات، خاصة الزمام والحجل.
السوميت هو حجر يستخدم في صنع الحُلي والزينة للنساء، ويُستخدم عقد السوميت كجزء من طقوس الزواج التقليدية، خصوصاً في المجتمعات الريفية أو التي تُحافظ على العادات التراثية.
ودوره في طقوس الزواج يختلف حسب المنطقة، لكن الاستخدامات الشائعة تشمل
الزينة للعروس.
ويعد عقد السوميت قطعة زينة تُلبسها العروس كرمز للبساطة والجمال، خاصة في الليالي التحضيرية مثل «ليلة الحنة».

رمز للحماية والبركة
في بعض الثقافات المحلية، يُعتقد أن عقد السوميت يحمل طاقة إيجابية تساعد في جلب البركة والحماية للعروس من الحسد أو «العين».
ويستخدم في طقوس الزواج السودانية
طقس (الجرتق) كما نسميه.
واستخدام عقد السوميت في الزواج يعكس ارتباط الأسرة بالجذور الثقافية، ويؤكد الالتزام بالعادات السودانية الأصيلة.
شارك التقرير
