عندما يكون الوفاء هو التعريف الأجمل للإنسان..!!  

35
طارق عبدالله علي

طارق عبدالله علي

كاتب صحفي

• ما الذي يبقى من كل هذه السنين؟! ليست الأحداث بقدر ما هي النفوس الأصيلة. في كل ذاكرة، هنالك أسماء محفورة، تمثل خلاصة النبل والتي تبقى مهما تبدلت الأيام. أولئك الذين احتضنوك في الشدة دون سؤال، واستخرجوا من حياتك العناوين البراقة، وباحوا لك بها بصدق عفوي لا ينتظر جزاءً ولا عرفاناً. هم الذين ظلوا راسخين على العهد والمبدأ، لم تغوِهم المجاملات فتبدلوا، ولم تضللهم الخلافات فتغيروا.

لهم وحدهم تعريف خاص، يقرأون ظروفك قبل أن تنطق، ويمنحونك العذر قبل أن تتلعثم، أدركوا قيمة الوفاء فجعلوه سمتهم، وارتضوا لأنفسهم أن يعيشوا في صفاء النية ونبل المقصد، بعيداً عن ترصد الهفوات وتصيد الزلات. هم البسطاء الحكماء الذين بقوا منطقيين في النظر للأشياء، مستقلين بذواتهم عن مؤثرات الحياة وتقلبات البشر، يعاملونك بصدق أصالتهم لا بزيف التقليد ولا التصنع، فهؤلاء هم الكنوز الحقيقية، الذين أدركوا قيمة أنفسهم فعرفوا قيمة الآخرين.

في زحام الحياة وضوضاء التزاماتنا، نتناسى أحياناً أن أجمل ما نملك هو رصيدنا البشري من هذه النفوس النادرة، يستحق وجودهم أن نتوقف عنده طويلاً، أن نلمع مرآة الذاكرة ونحتفي بمن أضاءوا عتمتنا وساروا معنا بخطى النور، والأجمل من ذلك أن نحاول أن نكون امتداداً لهذه القيمة، أن نصبح نحن أنفسنا تعريفاً لا ينسى من الذاكرة في حياة الآخرين، فالحياة كثيراً ما تحاسبنا على مواقفنا قبل إنجازاتنا، وتزننا بقدر ما تركناه من أثر في القلوب.

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *