مجاهد علي

بقلم: مجاهد علي أحمد خليفة

 

(في رثاء شيخ شعراء السودان عبد الله الشيخ البشير)

يَشُــدُّنِي في الأَنِينِ صَوتٌ ** لمَوضِـعٍ فَاخِـــرِ جَمِيــلِ

دَخَلْتُ مَهْلاً، يَا شَيخُ فَأذَنْ ** بَعُدَتَ شَأْناً فَكُـــنْ دَلِيـلِي

تَرَكْتَنـــا والنَّهَــــارُ يَغْــلِي ** فنَسْأَلُ الأَرْضَ عنْ مَقِيلِ

تَرَكْتَنا في الطَّرِيـقِ نَمْشِي ** وغِبْتَ في خَافِقِ الأَصِيلِ

***

سَفَائنٌ حُمّلَــتْ شـــذَاكَ ** ورُحْـــتَ والحَــقُّ لا يَمِيـــلُ

وهَبْتَنـــا فَاخِـر السَّجَايا **  فَقُلْتَ(هَاكُمْ) وقُلْتَ (شِيلُوا)

وهَبْتَنـــا (تَمْـرَ) مُقْرِئِـكَ ** وقُلْـــتَ قَـــدْ أَبْلَــحَ النَّخِيـــلُ

فاسأَلوا في الشّمالِ عنُّه **  يُجِبْكُمُـو في الأَصِيـــلِ نِيـــلُ

***

شَرَارَةُ الفِكْرِ مِنْكَ تَسْرِي ** عَلى هَشِيـمِ البُيوتِ فِينـَا

فسَادةُ الفِكْـرِ (خَـــدْرُونا) ** وأَيْقـظَ الضَّعْـفُ قَاتِلِينَـــا

رَمَيْتَ لَكِــنْ بَنَـا عَصِـــيٌّ ** مِنْ الهَـوى جِدُّ مُحْتَوينَـا

فكُنْتَ فَرْدَاً، وكُنـْتَ جَمْعَاً ** وكُنْتَ عُنْفَاً، وكُنْـتَ لِينَـا

***

الشّعْرُ مَرْقَاه لَيْس سَهْلاً ** لا تَقْــرُبُ النَّفْسُ مِنْه حَتَّى

تَغُوصَ في لُجَةِ المَعَانِي ** يا شَيــــــخُ، لَكِنّـَكَ ارْتَقَيتَ

بَحَثتَ عَنْ بَيْتكَ الموشَّى ** في لَحْظِة الوَحْي فانْطَلَقْـتَ

رَكِبْتَ خَيلَ الخَيالِ لَيـْــلا ً** عَلى بُرَاقِ السَّنــا سَريــتَ

***

وطُفْتَ في عَبْقـرٍ فهَـرَّتْ ** كِـلَابُ جِــنٍّ فمـا انْثَنَيْـــتَ

تَرَكْتَ مِنْ خَلْفِكَ الثُّرَيـــا ** سَمَــــوْتَ للنَّبـــعِ ثُمَّ غِبْتَ

وعُـدْتَ للأَرْضِ بالخَفَايا ** فمَـوْطِنُ الشّعْـرِ حَيْثُ أَنْتَ

رَأَيْتَ في النِّيلِ صَادِحَاتٍ ** أَخَذْتَ مِنْ شَدْوِهِــنَّ بَيْــتا

***

حَمَلْنـــا أَوْرَاقَنــا وجِئْنَــا ** نُعَبـُّـاُ الرُّوحَ مِنْــكَ سِحْـــرَا

غَرَفْتَ مْنْ يَعْرِبٍ ففَاضَتْ ** جَــدَاولُ القَــولِ مِنْـك تَتْرى

ثَلاثَـــةٌ ضَمَّنـــا مَسَـــــاء ٌ** فقُلْنــا يا لَيْتَــــه اسْتَمَـــــرَّا

وكَــانَ ثَوبُ الحَنِينِ مِنْـه ** قَـد (دُسَ) فِيه الوَدَاعُ سِـرَّا

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *