رؤى حسن

رؤى حسن

قلبي ..

طفلٌ لطيفٌ، يَقضِمُ الخُبزَ الجاف، ويُبَلِّلَه، ليُطعِمَ صغارَ دَجاجةٍ تلاشتْ بين أفواهِ القِطَطَة ..

قلبي.. 

رجلٌ عاقلٌ ولكنه، عالقٌ بصدرِ صبيَّةٍ لم تبلغْ منتصَف الأربعين، تائهٌ بين خدَّيها ومَلْمَسِ يدِها العذراء ..

قلبي..

طفلٌ موسُومٌ بالدَّمع، رَكَلَتهُ أمُّهُ ولم تُنْجِبه، عاقبَتهُ الحياةُ بالموتِ السَّريعِ تحتَ أنفاسِ الهواء ..

قلبي..

جُنديٌ تورَّط في معركةٍ خاسرةٍ، تَغْلِبَهُ العودةَ للدَّار، ويَغْلِبَه أن يَمنحَ الرَّاياتِ علُّوها في الآفاق ..

قلبي..

مسافةٌ طويلةٌ بين وطنٍ ومطارٍ، فلا هيَّ تَقصَرُ للوصولِ، ولا تَطُولُ للغياب المُستمر، شيءٌ عاثرٌ في المنتَصف يحاولُ أن يُنجِبَ حلاً ..

قلبي..

امرأةٌ فلسطينيةٌ، تلدُ ولا تُثنِيهَا مرارةُ الفقدِ، ووعيدُ الحربِ. هي حياةٌ صُغرَى خلقَها اللهُ في خِمَارٍ وجِلبَاب ..

قلبي..

نشوةٌ طارئةٌ، انفَتَقَ ثوب صبرِها، ولن تُخِيطَه ..

قلبي..

لطيفٌ جداً، كأساورَ ترتديها فتاةٌ جميلةٌ ولكنه، جافٌ كذلك الخبز، تائهٌ كذلك العاقِل، مكلومٌ كالذي رَكَلَته أمُّهُ، لا أمنَ له كجنديٍ كَرِه الحرب ..

قلبي..

قاسٍ كإبرةٍ لا تعتَذِرُ لِقَدِّ القَمِيص..

قلبي..

كحَجَرٍ بالغِ الصَّلابةِ، يُرمَى بهِ وجهُ الشَّقاءِ، فينكسر النَّعيم أيضاً.

 

شارك النص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *