• بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي جعل تزكية النفس طريقًا إلى رضاه، وفتح لعباده أبوابًا متعددة ليبلغوا بها القرب، والصلاة والسلام على من زكّى الأرواح، وعلّم القلوب طريق الفلاح.
نُواصل في هذه الحلقة الثالثة من سلسلة (الطريق إلى الله)، السير في دروب التزكية، وقد تناولنا في الحلقتين السابقتين عشرين بابًا، وسنتناول اليوم عشرة أخرى، على أن نختم في الحلقة الرابعة بإذن الله، لنكمل الأربعين بابًا التي تهدي القلوب إلى ربها.
(21) باب الصبر:
الصبر زاد السالكين، ورفعة للمؤمنين، من صبر على الطاعة، وعن المعصية، وفي البلاء، نال المقامات، وارتقى في درجات القرب، وكان من أهل الثبات والرضا.
(22) باب الشكر:
الشكر يحفظ النعم، ويجلب المزيد، من شكر الله في قلبه ولسانه، رضي الله عنه، وبارك له، وأدخله في زمرة الشاكرين الذين يحبهم الله ويقرِّبهم.
(23) باب الحلم:
الحلم زينة الأخلاق، من تحلّى بالحلم، كظم غيظه، وعفا عن الناس، وارتقى في مراتب السكينة، وكان من أهل الصفاء الذين يعاملون الخلق برحمة.
(24) باب العفو:
العفو خُلق الأنبياء، من عفا عن من ظلمه، عظّمه الله، وغفر له، ورفع قدره، وكان من أهل الإحسان الذين يصفحون ويطلبون ما عند الله.
(25) باب الرحمة:
الرحمة نور في القلب، من رحم الناس، رحمه الله، ومن أحسن إليهم، أحسن الله إليه، وكان من أهل اللين الذين يفتحون القلوب ويجبرون النفوس.
(26) باب الإيثار:
الإيثار هو تقديم الغير على النفس، من آثر إخوانه في المال والجاه، أحبّه الله، ورفع مقامه، وكان من أهل الكرم الذين لا يطلبون إلا وجه الله.
(27) باب الإنصاف:
الإنصاف عدل في القول والعمل، من أنصف الناس، أحبّه الله، وبارك له، وكان من أهل العدل الذين لا يظلمون ولا يتحاملون، بل يزِنون الأمور بالقسط.
(28) باب التواضع:
التواضع رفعة في الدنيا والآخرة، من تواضع لله، رفعه، ومن تواضع للخلق، أحبوه، وكان من أهل القلوب النقية التي لا تعرف الكبر ولا الغرور.
(29) باب الغيرة على الدين:
الغيرة على الدين هي حرارة الإيمان، من غار على حدود الله، نصح، وأمر بالمعروف، وكان من أهل الغيرة الصادقة الذين يغضبون لله لا لأنفسهم.
(30) باب الإذعان للحق:
الإذعان للحق هو علامة التواضع، من قبل الحق إذا ظهر له، ولو خالف هواه، كان من أهل الإنصاف، وارتقى في مراتب الصدق والقبول عند الله.
خاتمة
أيها السائر إلى الله، إن تزكية النفس ليست ترفًا روحيًا، بل هي ضرورة للنجاة، فاجتهد في إصلاح قلبك، وتطهير نيتك، وتجميل أخلاقك، فإن الله لا ينظر إلى صورنا، بل إلى قلوبنا وأعمالنا. اجعل هذه الأبواب مفاتيح لرحمة الله، وسبلًا لرضاه، وكن من الذين يسيرون إليه بخطى ثابتة، وقلوب خاشعة.
اللهم اجعلنا من أهل الصبر والشكر، ومن أهل الحلم والعفو، ومن أهل الرحمة والإيثار، ومن أهل التواضع والغيرة، ومن الذين يذعنون للحق ويثبتون عليه.
شارك المقال