تَعُودُ لِي نَفْسِي

42
كمال باشري

كمال باشري

أَفْرَغَتْنِي مَشَاوِيرُ اللُّجُوءِ مِنْ نَفْسِي

لَمْ أَعُدْ ذَاكَ الْمُخْتَالْ فِي دَرْبِ الْحَيَاةْ

فَقَدْتُ بَيْتِي

وَحَدِيقَتِي

وَمِنْضَدَتِيَ الْأَثِيرَهْ

فَقَدْتُ أَشْيَاءَ كَثِيرَهْ

لَكِنَّنِي

مَا زِلْتُ أَمْلِكُ أَقْدَامِي

وَذَاكِرَتِي

كَسَبُّورَةِ الْفَصْلِ الْقَدِيمَهْ

أَكْتُبُ عَلَيْهَا بِالطَّبْشُورِ وَأَمْسَحْ

لِأَكْتُبَ مِنْ جَدِيدْ

عَنْ وَطَنِي الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي الْبَعِيدْ

لَمْ تَكُنْ إِرَادَتِي

وَلَمْ أَخْشَ «الْجَبْخَانَهْ»

لَكِنَّنِي

خِفْتُ وَيْلَاتِ الْخِيَانَهْ

وَالْبَلادَهْ

( إِنِّي لَأَعْجَبْ

كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَخُونَ الْخَائِنُونْ؟

أَيَخُونُ إِنْسَانٌ بِلادَهْ؟

إِنْ خَانَ مَعْنَى أَنْ يَكُونْ

فَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونْ؟)

وَفِي بِلَادِي

كُلُّ شَيْءٍ رَائِعٌ

وَإِنِّي أُحِبُّهَا حَدَّ الْجُنُونْ

يَا لَلْجِبَاهِ السُّمْرِ

فِي الْأَرْجَاءِ

صَارُوا نَازِحِينْ

وَلَاجِئِينْ

لَكِنَّهُمْ

لَنْ يَفْقِدُوا مَا قَدْ وَقَرْ

عُمْقَ الْفُؤادْ

سَتَعُودُ ذَاكِرَةُ الْجُمُوعْ

إِلَى مَدَاهَا

وَصَدَاهَا

وَتَعُودُ لِي نَفْسِي

أَخْتَالُ فِي شَوَارِعَ أَعْرِفُهَا

يَعُودُ لِي بَيْتِي

وَحَدِيقَتِي

وَمِنْضَدَتِيَ الْأَثِيرَهْ

وَأَشْيَاءُ كَثِيرَهْ

 

شارك القصيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *